“عنتر وعبلة” في “بئر السّبع”، والتَّفاعل الضَّروريّ بقلم: *راضي شحادة

هذا العرض المسرحي يتطلّب تفاعلاً ومشاركة من قبل الجمهور. الجدار الرابعبِبَابَيْه مفتوحين على مصراعَيهما، فحكواتي “مسرح السّيرة” لا يطيق الحواجز بينه وبين جمهوره، وما أكثر الحواجز في زماننا هذا، زمن الظّلم والتّفرقة والعنصريّة، فكيف بالحري إذا كان الأمر يتعلّق بــ”عنترة العَبسِيّ إبن شدّاد” الذي ولد أسود “خِلْقِةْ ربُّه”، ولم يكن لديه أي خيار في ذلك. 

   تحوّل عرض مسرحية “عنتر وعبلة”، من قصة تراثية قديمة، الى قصّة من زماننا نابذَة للعُنصرية والتَّفرقة والظلم. حدث ذلك في “بئر السبع”، في كلّية كي” وجمهورنا مُعلّمات ومُحاضرات، حيث لم يكن بدّ من إيجاد وسيلة لضمان تفاعلهنّ مع العرض، من خلال ردود أفعالهنّ وضحكاتهنّ، وبدون ذلك فسينتهي العرض بالفشل. 

  طلبت ممّن رافقنا من “مسرح السّيرة” ومن السّيدة “سمَر الدّينِة” التي دعتنا لتقديم العرض، ومن بعض معارفنا من المعلمات، أن يحاولن التّفاعل،ومساعدتنا على تحفيز سائر الحاضرات على التّفاعل، لأنّ حكواتيّنا لا يستطيع العيش بدون تفاعلٍ مع جمهوره. ولحــُسْن حظّنا فقد كان جمهورنا عربيّا ًأصيلاً، وبطبعِهِ محبّ للتَّفاعل ، وبدون واسطة، مع ما يجدونه أصيلاً وممتعاً، وذا مغزى يخصّنا ويحصّنا، ويخصّهن ويحُصّهنّ.

وكان عرضاً جميلاً..

****  

*راضي شحادة- مسرحّي وروائيّ وباحث فلسطيني من الجليل.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*