المستشفى الاسكتلندي في طبريا – فوزي حنا

 في العام 1844 وصل إلى فلسطين طبيب اسكتلنديّ هو الدكتور ديڤيد تورانيس، نزل طيريا تم  إقام  في الناصرة، انتقل بعدها إلى صفد ثمّ غادرها عائدًا إلى طبريّأ.في طبريّأ كان الطّبّ الشعبي هو السّائد، فتح تورانيس عيادته  سنة 1885 في بيت مستأجَر، وكان هذا مؤقّتًا، ريثما تتاح له فرصة بناء مستشفى، عاد إلى بلاده ليأتي بالمال اللازم وذلك سنة 1889 وعاد 1991، حتّى تسنّى له شراء قطعة أرض داخل الأسوار، على مرتفع شمالي الجامع الزيداني، يشرف على المدينة والبحيرة، وبنى عليها بناءً جميلًا احتوى على ثلاثين سريرًا، ستّة منها للأطفال.  قاطعه غلاة اليهود في المدينة باعتباره مبشّرًا مسيحيًّا، وذلك رغم موقف الرابي يوسف أبو العافية الذي قال: بقالك يهوديًأ لا يضيف شيئًأ و تغيير دينك لا يضيف شيئًأ للدكتور تورانيس .لكن الكثيرات من الأمّهات لم يخضعون للمقاطعة لأن حياة أطفالهنّ أهم. قبيل الحرب العالميّة الأولى غادر الطّبيب إلى بلاده خوفًا، ذلك لاعتبارات من رعايا دولة معادية للدولة العثمانيّة.استولى الجيش العثماني على المبنى واستعمله مستشفىً عسكريًّا.بعد انتهاء الحرب عاد داڤيد تورانيس إلى طبريّا لإدارة المستشفى حتى وافاه الأجل سنة 1923 ليخلفه ابنه الدكتور هرپرت.في يوم الجنازة، وقف الرابي أبو العافية مؤبّنًا، وقال:بورِكَت طبريّا بأمور ثلاثةهي البحيرة والحمّامات والدّكتور تورانيسواليوم فقد أهالي طبريّا أحدَها .بعد طرد عرب طبريّا  وهم نصف السكّان، في العام 1948، وقيام دولة إسرائيل، تقلّصت خدمات المستشفى، وخاصّةً بعد بناء مستشفى پوريا 1950، لكنّ السلطات شجّعت بقاء قسم الولادة في مستشفى تورانيس.لكن الأمر لم يدُم، ففي العام 1959 تمّ إغلاق المستشفى نهائيًّا.تحوّل المبنى إلى نزل للحجاج، عمل حتى 1999، حين قرّرت الجمعيّة التي تمتلكه تحويله لفندق فاخر، استمرّت أعمال الترميم نحو خمس سنوات، ليتم افتتاحه سنة 2004.يتميّز المكان بمبناه الجميل الذي يمزج بين الحجر الأسود والحجر الأبيض والحديقة متنوّعة النباتات والألوان والتي تحوي نصبًا لتخليص ذكرى ديڤيد وهرپرت تورانيس.من موقعه الجميل نطل على المدينة القديمة بجوامعها وكنائسها الباقية وتظهر البحيرة ببهائها ومنحدرات الجولان التي تحدّها من جهة الشرق.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*