قصر هشام /خربة المفجر – فوزي حنا


بنى الأمويّون ثلاثة قصور شتويّة في غور الأردن، في الشّمال على الشاطئ الشمالي الغربي بنى الوليد في خربة المِنْيَة قصر المنية، وفي تل الكرك (الصّنبرة) قرب مخرج نهر الأردن من البحيرة، كان القصر الأوّل الذي بناه معاوية، وفي خربة المفجر شمال أريحا بنى هشام هذا القصر الذي نحن بصدده، وهو الأضخم والأفخم. حكم الوليد من 724 حتى 743، وفي نهاية حياته بنى قصره هذا الذي هدمه زلزال 749 أي حال الانتهاء من البناء او ربّما قبيل ذلك، وفي كل الحالات لم يحظَ هشام بالتّمتّع بما بنى. لم يتمّ ترميم القصر او بناؤه من جديد، ظلّ خرابًا قرونًا فغطّته طبقات من التراب، لكن هذا لم يمنه أهالي أريحا من انتزاع حجارته لاستعمالها في بناء بيوتهم.في العام 1873 كتبت بعثة أثريّة أوروپّيّة عن وجود بناء عظيم في خربة المفجر، لكن الموقع لم يُحفَر حتى 1943 إذ حفره الباحث الفلسطيني ديمتري برامكي الذي كانت هذه رسالته للدّكتوراه وزميله روپرت هاملتون، واستمرّ العمل حتى 1948،  أصدر  الأخير كتابًا سنة 1959  تحت عنوان (خربة المفجر- قصر عربي في غور الأردن).وفي العام 1966 موسم حفر جديد بإدارة الدكتور حمدان طه.تم قي أعقاب ذلك ترميم الموقع وتأهيله للزّيارة. يلاحظ الداخل إلى القصر وجود نافورة ذات زخارف فائقة الجمال، امّا البوّابة الرّئيسيّة فتتكوّن من ممرّ طويل محاط بحنيّات للتّماثيل ومقاعد للحرّاس،  تمّ نقل ما اكتُشِف من تماثيل إلى متحف روكفلر في القدس،  وهنا تجدر الإشارة أن وجود التماثيل يدلّ على التّأثير البيزنطي.، يفضي الممرّ إلى ساحة واسعة تتوسّطها نجمة سداسيّة ذات زخارف عربسك، تمّ جمع أجزائها وجمعها كجزء من الترميمات، وكانت هذه النّجمة جزءًا من شرفة في الطابق الثاني، وهذه السّاحة هي الفناء الكبير الذي أحاطته مباني القصر المؤلّل من طابقين، على اليسار (الجنوب) نلاحظ محرابًا صغيرًا هو محراب المسجد الصّغير، وعلى اليمين نرى خيمة عظيمة،  وقبيل دخولها نرى على اليمين محراب المسجد الثاني الكبير.الخيمة هي تقدمة الحكومة اليابانيّة، تكلفتها 12مليون دولار، تغطّي مساحة 2500متر مربّع، استمرّ بناؤها من 2016حتى2020.وهي اكبر خيمة من نوعها تغطّى مساحات فسيفسائيّة في العالم.داخل الخيمة تكون الجولة فوق جسر معلّق يشرف على لوحات فسيفساء في غاية الجمال من زخارف هندسيّة ونباتيّة، تبلغ مساحة الفسيفسا، 830 مترًا مربّعًا، تحوي ملايين القطع الحجريّة المحلّيّة بألوان طبيعيّة وهي 21 لونًا. وعدد السّجّادات (اللوحات) 38، تغطّي بمعظمها أرضيّة بركة السّباحة التي بلغ طولها 20مترًا وعمقها 1.5 متر. تنتهي هذه اللوحات في الجهة الشماليّة الغربيّة بغرفة نصف دائريّة هي مجلس الخليفة، تزيّنها لوحة جميلة هي شجرة على يسارها غزالان يعيشان بسلام وطمأنينة، وعلى اليمين غزال يتعرّض لهجوم أسد، واصطلح الباحثون تسمية اللوحة (شجرة الحياة).إلى جانب المجلس توجد منطقة الحمّامات، وتجدر الإشارة ان المياه وصلت القصر والحمّامات بقناة من عيون النويعمه والدّيوك، طول القناة 3 كم.شمال القصر (خارج الخيمة) مساحة واسعة فيها بقايا بيوت ومعاصر من الفترة العبّاسيّة.وجد الباحثون لوحة كُتِب عليها :لعبد الله هشام أمير المؤمنين من عبيد الله بن عمر سلم عليك فإني أحمد إليك الله الذل لا إله إلا هو اما بعد عافا الله الأمير بحفظه ونصر جنده كتبت إليك كتبي هذا وأنا …….. .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*