إقرأ وقارن – أبرتهايد اليوم هو وليد أبرتهايد الأمس. – بقلم اسكندر عمل


عانت الأقليّةالقومية العربية الأمرّين خلال العقود السبعة الماضية، أي منذ قيام الدولة، ولم نجد في الشارع من المتظاهرين اليهود إلّا القليل القليل .
الممارسات التي وقعت على الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، مواطني دولة إسرائيل، كانت الأبرتهايد بعينه، فماذا يمكن أن يكون الحكم العسكري الذي فُرِض على مواطني الدولة. العرب من العام ١٩٤٨ وحتى العام ١٩٦٦ ؟
وماذا يمكن أن تكون مصادرة الأراضي العربية وتفنن المشرع الإسرائيلي في ايجاد قوانين للمصادرة لم تكن في أي من دول العالم غير اسرائيل،كقانون الحاضر غائب (كثيرون من سكان قرية كويكات مثلاً المهجرة يسكنون في أبوسنان وكفر ياسيف ويرون أراضيهم وأملاكهم ولا يستطيعون الاقتراب منها حسب هذا القانون الجائر وهي تقع على مرمى حجر من مكان سكناهم )ومصادرة أراضي البور بعد أن يمنع الفلاح العربي من صيانتها لأنه مُنِع من الدخول إليها لأنها منطقة عسكرية!!!!!!! وغير ذلك من القوانين المجحفة.
وماذا عن الخرائط الهيكلية للقرى العربية التي تجبر السكان على البناء غير المرخّص حسب إدعائهم وينطبق عليهم قول الشاعر
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له
إيّاكَ إيّاك أن تبتلَّ بالماء
وماذا عن قتل المواطنين العرب بدم بارد يوم الأرض وهبة تشرين وغيرها ،رغم أنهم تظاهروا مظاهرات سلمية لم تشكّل خطراً على أحد.
أين كان متظاهرو اليوم ، لوتظاهروا آنذاك ضد ممارسات السلطة ضد مواطنيها العرب لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.
لكن اليسار الصهيوني لا يزال يتصرف بدمقراطية شكلية،فهذه لزيمي عضو حزب العمل تأتي مع باقة ورد للوالدة التي رفضت والدة يهودية ان تكون معها في نفس الغرفة في مستشفى العفولة، وفي نفس الوقت تصوت مع الإئتلاف الحكومي اليميني المتطرف في قضية نزع الجنسية من السجناء السياسيين الذين قضوا فترة حكمهم.

إسرائيل تعرِّف نفسها بأنّها دولة ديموقراطية، صحيح أنها كانت ديموقراطية لليهودي وعنصرية للعربي، أمّا اليوم فهي ليست ديموقراطية البتة، فالمواطنون الذين خرجوا بعشرات الآلاف للتظاهر في تل ابيب والقدس وحيفا وغيرها ، يتظاهرون للمحافظة على الديموقراطية التي يشعر الجميع ،يهوداً وعرباً أنها من خلال التشريعات الجديدة لابد أنّها زائلة وأن الدكتاتورية ستحل مكانها وسيعاني اليهود كالعرب من الممارسات اللادمقراطية، وأقول ” كالعرب” لأنّ العرب عانوا وسيعانون من الممارسات ضدهم من قبل والآن إمتدّت الممارسات اللادمقراطية إلى جميع السكان فما العمل؟
لا يمكن أن تكون هناك ديموقراطية ما دام الاحتلال قائماً والمظاهرات يجب أن تكون ضد الاحتلال ومع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران، أي إزالة كل المستوطنات لأنّ هذه المستوطنات تشكل حجر عثرة في وجه إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

الحرب الآن هي على هوية الدولة هل هي دولة ديموقراطية ينعم فيها كل سكانها بمساواة تامة وحقيقية
أي أنّ هذه الدولة لجميع مواطنيها يهوداً وعرباً، أو هي دولة ديكتاتورية يتحكم بمصيرها متطرفون بشكلون خطراً على كل سكان الدولة عرباً ويهوداً.
الاعتقاد بأنّ استعمال القوة هو الطريق للوصول إلى حل هو طريق جربه قبل حكام إسرائيل كثيرون كانوا أقوى وأعظم لكنهم في النهاية كانوا في مزبلة التاريخ ، فالقوة لاتجد مقابلها إلا القوة ولن توصلنا إلى حل ، والحل هو أن ينال كل ذي حقٍ حقه، عندها يعم السلام المنشود وتكون الديموقراطية ممارسة وليست شعاراً.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*