ضريح الباب -حيفا (قبّة عبّاس) – فوزي حنا

من أهمّ وأجمل مباني حيفا الجميلة تلك القبّة الذّهبيّة التي يُطلَق عليها (قبّة عبّاس) التي تتوسّط 19 حديقة مدرّجة على سفح الكرمل، تمتدّ على 200 دونم. (العدد 19 مقدّس لدى البابيّة ثمّ البهائيّة).تحت هذا البناء دُفنت رفات الباب وهو ميرزا علي محمّد الشيرازي المعروف باسم (الباب) والذي أعدِم في إيران سنة 1850، وتمّ نقلها سرًّا سنة 1909، بمبادرة عبّاس أفندي بناءً على وصيّة والده حسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله سنة 1891، قبل وفاته بسنة، حيث اصطحبه إلى هذا الموقع الذي كان يختلي فيه احيانًا، وطالبه بنقل رفات معلّمه الباب لدفنها هنا.بنى عبّاس أفندي والذي عُرف باسم عبد البهاء ضريحًا سداسيّ الحجرات، دفن في إحداها رفات الباب.وحين توفّي عبد البهاء  في 28/11/1921 دُفن (مؤقّتًا) إلى جانب معلّم أبيه، نقول مؤقّتًا لأنّه طلب ان يُدفن في موقع يقع جنوبي عكا بينها وبين حيفا، كي يمرّ به كل من ينتقل من ضريح الباب في حيفا وضريح بهاء الله في عكا.لكن هذا لم يتمّ.
خلَف عبد البهاء حفيده شوقي أفندي الذي أخذ على عاتقه بناء هذا البناء العظيم الذي وضع تصميمه المهندس البهائي الكندي وليام ماكسويل حمو شوقي (والد زوجته)، واكتمل البناء سنة 1953. وأطلق اسم ماكسويل على المدخل الجنوبي للضّريح.تحوي الطبقة السفلى المدافن وهي محاطة بسجّاد فارسي جميل وباقات ورد يتمّ تغييرها يوميًّا للمحافظة على نضارتها.وحول هذا بناء رباعيّ ذو 28 قنطرة مزخرفة، 7 من كلّ جهة، وهي مرفوعة فوق أعمدة من رخام إيطالي، وفوقها بناء مثمّن ترتفع فوقه ثمانية ابراج تربط بينها زخارف من فولاذ، وفوقه بناء اسطواني يرتفع احد عشر مترًا وفيه ثمانية عشر شبّاكًا، ويحمل قبّةً تغطّيها 12000 صفيحة ذهبيّة صنعت في هولندا.في 2009 بدأت ترميمات استمرّت حتى 2011 بتكلفة بلغت 25 مليون شيكل، وقد أقيم احتفال بعد انتهاء الترميم بحضور شخصيات بهائيّة ورئيس بلديّة حيفا. في هذا المقام، وإنصافًا لهذا الرّجل العظيم عبّاس أفندي(عبد البهاء)، إليكم هذا القول الذي يجلّ على مبادئه وتعاليمه، قال:(لا تكتفوا بإظهار المودّة بالكلام فقط، بل أشعلوا قلوبكم بالحبّ والنّقاء تجاه مَن يمرّون في طريقكم، احبّوا كلّ الأديان وكلّ الأعراق محبّةً حقيقيّة صادقة، عبّروا عن محبّتكم بأعمالكم).

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*