Blog Detail

من مثله أحبّ الحياة وعشقها حتى الثمالة، من مثله فهو لم يرَ غير الجميل في هذه الفانية، كان كالعصفور يتنقلّ بين الأفنان المزهرة ولم يُطِق للشوك شكلاً فقد كان يعلم أنّ وراء جمال الشوك وخزاً.
عرفته جيداً عندما اقترن ابني الغالي سعيد بابنته، ابنتي ،يُمنى فكان الصديق الصدوق، وتوطدت. علاقتي به حين علمت من حديثه وحماسه أنّه قريب منّي فكرياً، فكان المبدئي الذي وضع له هدفاً، النضال من أجل المساواة الاجتماعية والطبقية.
عزيزي أبا فادي؛ من سيشاركني شرب الكرمة التي تعرّفت عليها مع الثلج منك ، فأحببتها لأنك أحببتَها ، ماذا أفعل بالزجاجات التي لم ولن يكون لها نفس النكهة لأنك لست نديمي بها لكنّها تبقى رمزاً لحبك للحياة وتعلقك بها.
صحيح أنّ الحياة التي أحببت لم تنصفك ،لم تقابل حبك لها بحب وقلبت لك ظهر المجن فاختطفك الموت على حين غرّة وتركت زوجة محبّة مخلصة وبنتاً وابنين وعائلة وأنسباء أحبوك حبّاً لامثيل له وسيفتقدونك صبحة ومغيبا.
أبا فادي ، سلام لروحك كلما بزغت شمس، سلام لروحك كلما هل قمر، أفلتَ كما النجمات، ولكن نورك سيبقى ما بقيت النجمات في السماء فاهنأ فقد تركت إرثاً نعتزّبه، المئات بل الآلاف الذين شاركوا في وداعك دليل على محبّة الناس لك ولأخلاقك ومبادئك.