أيلول الأسود – إسكندر عمل

قبل سبعة وأربعين عامًا وفي أيلول حصدت مناجل فتك الحسين بن طلال(نعم الأب وبئس الابن) أرواح أكثر من ثلاثين ألفًا من أرواح الفلسطينيّين ولم يكتف أرباب المؤامرة على الشّعب الفلسطيني  وداعموه بذلك، فقد وصلت يد الغدر إلى من حارب الإمبرياليّة والرّجعيّة والصّهيونيّة من أجل هذا الشّعب وحقوقه، وأضحى أيلول الّذي بدأ في ذلك العام أسود، أضحى أحلك وأشد سوادًا من ليل ديجور، إذ فقد الفلسطينيّون والعرب الشّرفاء وكل القوى التّقدميّة في العالم مدافعًا حقيقيًّا عن حقوقهم وبطلًا حين عزّ  وجود الأبطال . غاب جمال عبد النّاصر أوغُيِّب في وقت كانت الأمّة في أشدّ الحاجة إلى قائد مثله يعيد لها كرامتها وعزّتها، غاب بعد أنّ أعدّ العدّة لإزالة عار حزيران 1967 ، بعد أنّ أكّد للإسرائيليّين في حرب الاستتزاف أنّ هزيمتهم موشكة .
كتبت الكثير من المقالات في السّابق عن هذا القائد الخالد اثبتُّ من خلالها أنّ هذا التّأييد العارم والحب غير المحدود هو ليس مجرّد عاطفة عابرة ، بل هو نتيجة معرفة للدّور الحقيقي الّذي قام به جمال عبد النّاصر في بعث روح القوميّة العربيّة والتّضحيات الجسام الّتي قامت بها مصر أثناء قيادته لها، دعم حركات التّحرّر العربيّة كالثّورة الجزائريّة والثّورة اليمنيّة وإقامة الجمهوريّة العربيّة المتّحدة للوقوف سدًّا منيعًا أمام المؤامرات الّتي كانت تُحاك ضدّ سوريا.
كنت آنذاك في الصّف الثّاني عشر في مدرسة ينّي ينّي الثّانويّة ولم تبخل عيون الطّلّاب والمعلمين والموظّفين بالدّمع الغزير، وخلال دقائق خلت المدرسة ، فقد غادرناها والدّموع تنهمر من عيوننا والقلوب تقطر دمًا. لم يكن ما شعرنا به صدفة فقد كان حبّ جمال في أفئدتنا  وكانت الشّوارع تخلو في قرانا ومدننا العربيّة حين كنا نعرف أنّ جمال عبد النّاصر سيخطب، ولم يكن المذياع متوفّرًا في كلّ البيوت، لذلك كان الجيران يجتمعون حول مذياع واحد  ويصغون بإمعان إلى كلّ كلمة كان ينطق بها.
جمال عبد النّاصر يا من كنت رمزًا للتواضع مع ابناء شعبك لكنك كنت أسدًا مزمجرًا في وجه اعداء مصر والأمّة العربيّة.
فصباح الخير لك أيّها القائد العظيم فأنت لا زلت بيننا وسيرتك نبراس، على كلّ قياديّ أن يتحلّى بها

 

Post Tags:

Total Comments ( 1 )

  • وضحى says:

    صباح الخير لك أيّها القائد العظيم فأنت لا زلت بيننا وسيرتك نبراس، على كلّ قياديّ أن يتحلّى بها
    عبد الناصر زعيم حاضر على مد الازمان

Leave a Reply to وضحى Cancel reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*