“عا قد المحبة العتب كبير” – هادي زاهر”

نص القصيدة التي القيتها في المهرجان الذي اقامته لجنة المبادرة العربية الدرزية في قرية ” يركا ” بمناسبة الذكرى ال 42 ليوم الأرض وذكرى المناضل سلطان باشا الأطرش والمفكر والمناضل كمال جنبلاط وذكرى امير البيان شكيب أرسلان. كان لسلطان الأطرش الدور الكبير في طردالاستعمار التركي والاستعمار الفرنسي من بلاد الشام، الكثير من كتب التاريخ والأعمال الدرامية مثل مسلسل “الخوالي” و”مسلسل باب الحارة” تتجاهل هذه الحقيقة، وإن ذكرت عطوفة سلطان على هامش إحدى الحلقات، في محاولة الحفاظ على مياه الوجه. فتعالو لنتذكٌر ما قاله سلطان الأطرش في وصيّته لنمرر الرسالة للأجيال القادمة، صغت وصية شعرًا، امل ان أكون قد وفقت.
أخواني وأبنائي العربْ
يا أشقائي في الدمِ والعصبْ
وأنا في أيامي الأخيرة
وحيث الموت الحق مني اقتربْ
آثرتُ أن تنتهي هذه المسيرة
موصياً مودّعا.
لعلي في عامي القادمْ
أن لا نكون معا
منذ أن أولتني هذه الأمة
قيادة الثورة الكبرى
لنحقّق النصرَ ونقشعُ الغُمّة
لقد أدّيتُ الواجبَ كما يجبْ
حيث انطلقت الثورة
من جبلِ العربِ الأشمْ
وكان شعاره الأهمْ
الدينُ لله والوطنُ للجميعْ
وقد تفجّر الغضبْ
إلى أن تبددت الظلمة
وتفتّحتْ فوق الروابي أزهار الربيعْ
وتحقّقت العزّةُ والفخَارْ
حيث أذقنا المستعمرَ الذلَّ والانكسار
لذلك أوصيكم يا أبنائي
أمامكم طريقٌ طويلة
صعبةّ لكنٌها ليست مستحيلة
وليس أمامكم سوى أن تكونوا
صفّاً.. واحداً.. صلبْ
لأنكم في جهادين.. العدو والنفسْ
لذلك عليكم الصبر في الحربْ
وتحصنوا بالوحدة والإيمانْ
ورصّ الصفوفَ في الميدانْ.
هذ هو الخيار الوحيدْ
حتّى يبزغ الفجرُ الجديدْ
على أرض العرب وطرد الغزاة
واعلموا أنّ الحفاظ على الاستقلال أمانة
وأن التفريط والتراجع محض خيانة
فكم من جريحٍ شهيدْ
وكم من دم سال
كي لا تكونْ هذه الأمّة مهانة
واعلموا ما أُخذ بالسيفِ
لن يُرد إلا بالسيفِ والإيمانْ
فهي أقوى من كلّ سلاحٍ
وأن كأسَ الحنظلِ
هو بالعزٍ أشهى وأطيبْ
من الماءِ العذبِ الزلالْ
ولن يتم هذا إلا بالجهادْ
وبه يحلّ العدلُ وتزخرُ الأمجادْ
عودوا الى تاريخكم الجليلْ
حيث الشعور والحس الجميلْ
وتستيقظ هممُ الشعوبْ
يا شعبي العربي المحبوبْ
وحدتُكَ وعزّتُكَ والكرامة
على هذه الأرض إلى يوم القيامة
وأعلموا أنّ بالتقوى
تصبحُ النفوسُ أقوى
وبها ينتصرُ الحقُ والشرفُ يُصانْ
وبها نصلُ لحسن الخُلقِ والأمانْ
وإتقانُ العمل استحقاقْ
والحريّةُ والفخرُ والكرامة
نهرٌ دفّاقْ
وأن العلمَ والمعرفةَ سلاحْ
والعمل والأمن والعدل انفتاحْ
وأن تعاونكم على البرّ يُشفي الجراحْ
وآخر ما أقول لكم أيها الأبناءْ
الحمدُ لله.. ثم الحمدْ
لقد منحني عمراً مديدا
وكم تمنيتُ لو كنتُ شهيدا
يا إلهي ثبّتني على الحقِ
وامنحني المغفرةُ.. بكَ أستعينْ
أنتَ حسبي في كلّ وقتٍ وكلّ حينْ
وأشهدُ كلّ ما خلفته من رزقٍ ومالْ
فهو جهدٌ فلاح وحلالْ
تحكمهُ الشريعةُ السمحاءْ.

 

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*