من رسائل الود والاعجاب بين بيبي وترامب – ٢ – زياد شليوط

دودو يرد على بيبي  

عزيزي الأثير بيبي..

والله انك مصيبة، كارثة.. أنت معلم وفنان بالسياسة، أنت أكثر دهاء من الثعلب ومكرا من الذئب وحيلة من ابن آوى، ما هذه المواهب التي تتمتع بها.. هل انسياقي وراءك جاء مصادفة؟ لا بالطبع، منذ سنوات وأنا أراقبك، نعم نحن نلتقي في أكثر من ميدان وساحة، فالتحقيقات والأعداء من الداخل يلاحقوننا، أنت يقف قائد الشرطة ضدك وأنا المحقق العام وجهاز المخابرات، تجمعنا الكراهية لأوباما والفلسطينيين، كثيرا ما راقبتك وفهمت مدى امتعاضك وقرفك من ذاك الأسود الذي احتل البيت الأبيض لثماني سنوات عنوة وقهرا. ان خرقي للاتفاق النووي مع ايران جاء بعد استعراضك المسرحي لأخطاره وخروقات ايرانالمستمرة. صحيح أنني كنت أعرف تلك المعلومات وأن قراري كان قد اتخذ، لكن وقاحتك في طرح الموضوع جعلتني أقتنع أكثر بصواب قراري، فأنا وانت نكمل بعض ولا نأبه لأصوات الحقد والحسد التي تهدف الى النيل منا.

بالمناسبة..أشكرك عزيزي على اللقب الجميل والاسم المخفف الذي منحتني إياه، وهذا يدل على مدى توافقنا وتقاربنا وانسجامنا مع بعض الى حد لم نكن نتصوره.. لكن هل تتصور ما يقولونه عنا يا عزيزي، يقولون بأن بيبي يدير العالم وأن ترامب (عفوا دودو..) هو الرجل الرجل الذي يقف خلفه. أي أننا كسرنا المقولة التي تقول بأن وراء كل رجل عظيم امرأة، وعليهم من اليوم أن يرددوا أن وراء كل رجل عظيم رجل أعظم منه.. هههههه. آمل ألا تأخذ على خاطرك، فأنت تحب المداعبات أليس كذلك؟!

الداهية بيبي.. نعم أنت رجل عظيم أنت انسان رائع وسياسي من الطراز الأول، بل أنت ثعلب وقد أعجبتني حركتك الكبيرة والتي أنقذتك من ورطاتك الكثيرة. ان عرضك لوثائق وسجلات الذرة الإيرانية، جعلك تعود الى رأس الاستطلاعات الانتخابية، وها أنت تقفز الى 35 مقعدا لتجعل ذاك الشاب الغرير لبيد مقعدا. انه يظن نفسه منافسا لك ولم يصل بعد لكعب رجلك في السياسة.. هل رأيته كالأولاد يعارض الغاء الاتفاق مع ايران صباحا ويعود لتأييده مساء، نعم نعم رأيته.. يا له من أبله معتوه، يتخيل نفسه ديكا لكنه منتوف الريش. أما ذاك الأخرق هرتسوغ والذي اعتاد على الخوازيق فانه كعادته يلف ذيله ويأتيك طائعا صاغرا.. آه يا بيبي كم كنت أتمنى أن أكون في نظام مثل نظامكم، عند الشدة والأزمات كلهم يخضعون لك ويقدمون لك الطاعات.

صديقي وقريبي.. بل أخي بيبي، أشكرك من كل قلبي، أنت وحدك تفهمني وتعرف ما يحرقني. وأكثر ما كان يحرقني أن عرب الصحراء والبترول، يضحكون على أوباما وقبله كلينتون وكل الرؤساء. لديهم كل تلك الثروات ويعتمدون علينا في كل شيء. نحن ندافع عنهم ونحميهم في قصورهم وخيامهم، ويأخذون منا السلاح والطعام ولا يعطوننا الا القليل من النفط، وهنا جئت لأضع حدا لهذه الفوضى وهذا التهاون والى متى نحسب لهم حسابا، لقد اكتشفتهم وخبرتهم انهم أعجز من أن يفعلوا شيئا، ألم ترى ما فعلوه ببعضهم البعض وما أغدقوا من أموال لتدمير بلدان أشقائهم، فلماذا لا يدفعون لنا مباشرة ونرتاح. لقد خبرتهم نعم، فما أن رأوا ميلانيا ترفل بفستانها الحريري الرقيق، حتى تراقصت سيوفهم وسال لعابهم وذابت قلوبهم وانفتحت جيوبهم.

عزيزي بيبي.. أنت تشكرني على نقل سفارتنا الى عاصمتكم الأبدية أورشليم.. لا بيبي، لا تشكرني، فما أفعله هو أقل ما يمكن تجاه ما تقدمونه لنا من خدمات. لولا دولتكم الفتية لما دخلنا الشرق الأوسط مكان بريطانيا وفرنسا ولما تحولنا الى دولة عظمى.. لولاكم لما سيطرنا على الدول العربية والإسلامية من حولكم، ولما حولناها الى مزارع وحقول تجارب لنا. نحن من يجب أن نشكركم، لكن لا بأس حق لك أن تشكرني حيث كنت الرئيس الأمريكي الأول والوحيد الذي وعد ونفذ، كل السابقين وعدوكم وخذلوكم باسم السياسة العالمية والمصالح. ها أنت ترى ماذا حصل، نفلنا السفارة ووضعنا اصبعنا في عيون العالم. قامت بعض المظاهرات والاحتجاجات.. بسيطة، قتلتم عددا من الفلسطينيين.. لا بأس، فالعرب قتلوا منهم أضعاف الأضعاف، وها هم يتخلون عنهم علنا، ويقولون جهارا بأن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، هل كنت تتصور ذلك يا بيبي، هل كنت تحلم بذلك، وكل هذا بفضلي وفضل سياستي الحازمة وغير المتوقعة، ألا ترى كيف أربكهم ولا أجعلهم يعرفون ما هو قراري للغد، على عكس أسلافي الساذجين..

بيبي العظيم علينا ألا نخجل بأن نعلن عن أنفسنا ملوك العالم الخالدين.. نعم نحن أباطرة هذا العصر ولتدم صداقتنا مدى العمر.

من أخيك وصديقك المحب.. دودو.

 

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*