جامع الأنوار ( الجزّار ) في عكّا – فوزي حنا

جامع الأنوار ( الجزّار ) في عكّا
=================
   بناه الجزّار باشا الذي كان واليًا لعكا والجليل بين 1775 و 1804، بعد مقتل ظاهر العمر الزّيداني، وقد تعمّد بناءه في منطقة مركزيّة ومرتفعة من المدينة، فاختار هذا الموقع من حارة الرّمل الذي كانت فيه عدّة كنائس وجوامع فيما مضى، وبما أن المكان بارز، أبقى الجزّار الأقبية الصّليبيّة التي حوّلها إلى خزّان ماء، وبنى فوقها هذا البناء الكبير الجميل.
  يُعتبر هذا ثاني أكبر جامع في فلسطين بعد الأقصى، ويتكوّن من البناء المركزي وبستان وساحات وثلاثة صفوف من الغرف في الغرب والشمال والشّرق.
 ألجامع نفسه على الطّراز، استخدم الجزّار مهندسين ومهنيّين عُرِفوا بمهارتهم من قبرص واليونان، بعضهم لم يعد إلى بلاده بل أقام في المنطقة وبنى عائلة وما زال أحفاده هنا حيث صاروا جزءًا من مجتمعنا.
 ولأنّ الجزّار كان على عجلة من أمره وتوفيرًا للمال أيضًا فقد جاء بحجارة وأعمدة كثيرة من خرائب مدن رومانيّة عظيمة مثل قيساريه ودور وعتليت.
 في داخل الجامع زخارف ملوّنة غاية في الجمال، والمنبر الذي فيه فنّ أرمني، كذلك سورة الفتح التي كتبت بخطّ الثلث الجميل بالأبيض على الأزرق، وفي ركن داخليّ في الجهة الجنوبية الغربيّة تُحفَظ شعرة من شعرات الرّسول جاء بها من اسطنبول المفتي أسعد الشّقيري سنة 1901 وهي السّنة التي احتفلت فيها الإمبراطوريّة العثمانيّة باليوبيل الفضّي لحكم عبد الحميد الثاني. وهذه العلبة التي تحوي الشّعرة يستطيع الجمهور الواسع رؤيتها ولمسها لكسب البرَكة حيث تُعرَض على الجمهور الواسع مرّة واحدة  في السّنة في ليلة القدر  .
 في ساحة الجامع الشّماليّة مزولة حجريّة ومتوضَّأ جميل، أما الغرف فقد استعملت كمدرسة كان اسمها المدرسة الأحمديّة ومحكمة ومكتبة.
 وجدير بالذّكر أن في بستانه أربعة أصنافٍ من الأشجار المقدّسة المذكورة في القرآن الكريم وهي التين والزّيتون والنّخيل والأعناب.
  قرب مدخل الجامع الرّئيسي من الشّمال سبيل رائع الجمال وهو سبيل الطّاسات الذي أهمل وبطِل استعماله للأسف .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*