أيها البحّار الماهر لمن تركت الحكاية ورحلت – فوز فرنسيس

أيها البحّار الماهر
لمن تركت الحكاية ورحلت
من سيوجّه الشراع بعدك حين العاصفة
من سيقود السفينة الى مينائها بسلام بعدك
إلى مرفأ بعيد أو حتّى قريب..
ستفتقدك النوارس البيض هذا اليوم عند الغروب
كسيرة أجنحتها فكيف ترفرف لرحيلك
وعلى نافذتك ستحطُّ حمامة زرقاء وتهدلُ لحنًا شجيّا
وعروس الموجة السوداء ستذرف الدمع سخيّا
لا .. لا.. كل الأشياء لن تكون كما أوصيت وطلبت
يا صاحب الحكاية الجميلة..
لا تحاججِ اليوم ولا تشكو
هي النجوم شئت أم أبيت ستحاكي هذا المساء القمر
وسيظلّ من يحكي حكاياتك أياما عديدة
وستبقى حينا أيها اللاذقيّ العاشق عنوانًا للسّمر
يا ربيع الرواية ويا خريفها زمنا طويلا
يا ثلجًا آتيًا من نافذتك انتظرناه يُثلج صدورنا
كلامُك
وبين ثناياهُ رأيناه وقرأناه نضالك وصمودك
فأنَرْت دربَ جهلنا بزُرقِ مصابيحك..
وكيف جسّدت فأبدعت في وصفِ شخوصك..
تمّهل ولو قليلًا لأصطادَ قارئا آخر وأخبره ما صنعت بي فوق الجبل وتحت الثلج قديما
ولماذا شدّني هذا العنوان والأحداث، فكانت أول رواية أعاود قراءتها ثانية..
رويدًا قد أجد فكرَ أحدهم ناضجًا ثريّا
فأغويهِ كما فعلت بي الذئب الأسود
تمهّل .. وتمهّل لنحكي لهذا الجيل كيف اُلتهمنا حروفك وكيف كنّا معك نحلق في فضائك ونُبحر في بحرِ ابداعك لساعاتٍ وساعاتٍ
تمهّل .. أيها المترجّل قليلا ورويدا كي يعلمَ مَن لم يعلم
كيف حملتَ ذات يوم القلم ؟؟
أيها الإنسان والإنسان الفقير المُعدَم
البائس المُكِدّ المُجِدُّ
ستبقى تفاصيلُ حياتك وشقائك
تلاحقنا حتى في بقايا صورِك
إخوةُ الحرف والفكر في آب رحيلهُم نُخلِّدُ
واليوم رحيلك سنذكرُ وذكراك سنتعهّدُ

رحمك الله أديبنا الراحل حنا مينه

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*