‎ بقلم اسكندر عمل – ‎نجيب عازوري – ‎الحلقة الأولى

 

في أواخر القرن التاسع عشر بدأت تظهر بوادر الوعي القومي العربي،فقد تأسست في العام ١٨٧٥” جمعية بيروت السرّيّة” التي كانت أول تعبير عن الشعور القومي، وكان نشاطها سرياً يتضمن تعليق مناشير على الجدران في بيروت وغيرها من المدن التي طالبت بحكم ذاتي موحد لسوريا ولبنان والاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية وبإزالة القيود عن حرية التعبير. لكنّ نشاط هذه الجمعية كان محدوداً وانحلّت نهائياً في العام ١٨٨٥. كذلك برز في هذه الفترة مفكرون دعوا إلى نوع من الحكم الذاتي لكنّهم لم يدعوا إلى الانفصال التام عن الامبراطورية العثمانية كمحمد عبده ، جمال الدين الأفغاني، عبد الرحمن الكواكبي ومصطفى كامل.
في بداية القرن العشرين بدأ نجيب عازوري توجهاً جديداً في الفكر القومي العربي، وهو التفكير بأمّة عربية تكون منفصلة عن أساسها الديني تضم دون أي وجه من وجوه التفريق المسلمين والمسيحيين جميعاً. ونجيب عازوري هو مسيحي لبناني تربّى تربية فرنسية، كان موظفاً عثمانياًفي القدس ثمّ تخلَّى عن منصبه وسافر إلى باريس ، وهناك أسس عام ١٩٠٤”عصبة الوطن العربي” أو” رابطة الوطن العربي “ وهي جمعية وطنية عربيةنشرت عدداً من المناشير التي حملت الدعوة إلى سلخ الولايات العربية عن الأمبراطورية العثمانية . وفِي العام ١٩٠٥ أصدر عازوري كتاباً باللغة الفرنسية بعنوان”يقظة الأمٌة العربية” تضمنت تعبيراًكاملاً عن آرائه، وفِي عام ١٩٠٧ أصدر مجلة لم تعمر طويلاً فقد أغلقها في العام ١٩٠٨ بعد ثورة تركيا الفتاة وهي مجلة “الاستقلال العربي”.
(يتبع)

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*