Blog Detail

رأينا أنّ نجيب عازوري هو أول من فكر بالانفصال التام عن الأمبراطورية العثمانية ، لكن تأثيره لم يكن كبيراً في العالم العربي أولاً لأنه عاش في فرنسا بعيداً عن مركز الأحداث وثانياً لأنّ معظم كتاباته وكتبه كانت باللغة الفرنسية. لذلك استمرت الحركة القومية العربية في السعي إلى الاستقلال الذاتي في إطار الأمبراطورية العثمانية، حتى أكثر الجمعيات وعياً أي ” الجمعية العربية الفتاة ” التي نشأت عام ١٩٠٩ وكانت جمعية سرية لم تصل إلى فكرة الاستقلال التام عن الأمبراطورية العثمانية، وقد بادر عدد من أعضاءهذه الجمعية في باريس بتقديم اقتراح إلى حزب اللامركزية الإدارية العثماني بعقد مؤتمر عربي في باريس فقبل الاقتراح.
عُقد المؤتمر العربي الأول في الفترة بين ١٨-٢٣ حزيران ١٩١٣ في قاعة الجمعية الجغرافية في شارع سان جرمان واشترك فيه من الجالية اللبنانية السورية في باريس كل من شكري غانم ، عبد الغني العربسي، ندرة مطران، عوني عبد الهادي، جميل مردم، شارل دباس، محمد حمصاني وجميل معلوف. ومثّل حزب اللامركزية عبد الحميد الزهراوي وإسكندر عمون. ومثل الجمعية الإصلاحية البيروتيةسليم علي سلام، أحمد مختار بيهم، خليل زينية ، الشيخ حسن طبارة. ، الدكتور أيوب ثابت والبرت يوسف. وحضر المؤتمر وجيهان من بعلبك هما محمد وإبراهيم حيدر. ومثّل العراق توفيق السويدي وسليمان عنبر، وحضر المؤتمر أربعة ممثلين عن المهاجرين السوريين واللبنانيين في الولايات المتحدة والمكسيك.
وكانت على جدول أعمال المؤتمر مسألتان هامتان وهما أولاً حقوق العرب في الأمبراطورية العثمانية وثانياً الإصلاح الإداري على أساس اللامركزية وهنا نلاحظ أنّ المؤتمر لم يضع على جدول أعماله فكرة الاستقلال التام عن الأمبراطورية.

يتبع