دير جبل حزوه (دير البطّوف) – فوزي حنا


على قمّة جبل حزوه المشرف على قرية عيلبون، وهي القمة الشّرقيّة في سلسلة جبال البطّوف، وعلى ارتفاع 522م فوق سطح البحر، يقع دير بسيط متواضع يسمّى متنَسّك البطّوف، في منطقة هي خليط بين الحرش الطّبيعي وكروم الزّيتون.
يعود تاريخ إنشاء هذا الدّير إلى العام 1967، حين سكنه راهبان، أحدهما ألماني اسمه جيمس واسمه المحلّي يعقوب، فصار معروفًا باسم الأب يعقوب، والثّاني أمريكي واسمه توماس وصار معروفًا باسم الأب توما.
الأب يعقوب جاء إلى البلاد متأثّرًا بما سمعه من عائلته عن معاناة اليهود في الحرب العالمية الثّانية، عاش في الناصرة سنوات قليلة إلى أن تمكّن من إيجاد هذا الموقع حيث جنّد المال الكافي لشراء الأرض ومساحتها 17 دونمًا، كي يعيش حياة تنسّك وتقشّف، فأقام مع زميله الأب توما وراهب ثالث هولندي انضمّ إليهما أكواخًا بسيطة، وعاشوا بدون كهرباء، ولا شارع ولا مشروع ماء، فكانوا يأتون بما يحتاجون من ماء من القرى المجاورة، أمّا بئر الماء المنقورة في الصّخر والتي يعود تاريخها إلى العصر البيزنطي، فقد فتحوا لها فتحة واسعة وبنوا درجًا للنزول وأقاموا فوقها قبّة وجرسيّة متواضعتين من حجارة محلّيّة، فتحوّلت البئر إلى كنيسة.
بعد عشرين عامًا أقيم في المكان أوّل بناء عصري من الباطون ليأوي الضّيوف المتنسّكين والمتطوّعين الذين يزورون الدّير في صيف كل عام.
كان هذا بعد بناء مستوطنة هراريت المجاورة وشق شارع حديث سهّل عليهم إيصال مواد البناء.
في العام 2005 توفّي الأب يعقوب ليتمّ إلحاق الدّير برهبنة السّالزيان اللاتينية في بيت جمال، فسكن الرّهبان الجدد لأول مرة في البيت الحجري بينما بقي الرهبان الأصليّون في أكواخهم البسيطة.
متعة الزيارة في اتّجاهين، الأوّل الهدوء والتّأمّل حيث لا تُسمَع سوى أصوات زقزقة العصافير وحفيف أوراق الشّجر، والاتّجاه الثاني هو المناظر الجميلة حيث نطل على عيلبون والمنطقة الممتدة منها إلى طبريا وصفد والجرمق والمغار وحزور.
للوصول إلى المكان نسلك شارع رقم 784 المار بكفر مندا وكوكب أبو الهيجاء، 2 كم إلى الشمال الشرقي من مدخل كوكب ننحرف شرقًا على شارع 7955 إلى أن نصل مستوطنة هراريت، نخترقها حتى طرفها الشرقي حيث يوجد موقف للسّيّارات، هنا ندخل مشيًا على الأقدام من البوابة الحديديّة الواسعة، نتّجه يسارًا فَنَصل الدّير.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*