حصان الشّعب جاوز الكبوة

بعد أن تخطّى العالم العربي نكسة 1967 واستطاع الشّعب الفلسطيني أن يبرز في السّاحة الدّوليّة قويّا، كتب الشّاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدة بعنوان” لن نبكي” مهداة إلى شعراء المقاومة، هدية لقاء في حيفا، وخاصّة للشّاعرة فدوى طوقان الّتي التقته هناك كتب

يقول:

أحبّائي

حصان الشّعب جاوز كبوة الأمس

وهبّ النّهم منتفضاً وراء النّهر

أصيخوا، ها حصان الشّعب يصهل واثق الهمّة

ويفلت من حصار النّحس والعتمة

ويعدو نحو مرفئه على الشّمس

وتلك مواب الفرسان ملتمّة

تباركه وتفديه

ومن ذوب العقيق ومن دم المرجان تسقيه

ومن أشلائها علفاً وفير الفيض تعطيه

وتهتف بالحصان الحرّ

عدواً نحو عين الشّمس عدواً يا حصان

الشّعب

فأنت الرّمز والبيرق

ونحن وراءك الفيلق

ولن يرتدّ فينا المدّ والغليان والغضب

ولن ينداح في الميدان فوق جباهنا

التّعب

ولن نرتاح حتّى نطرد الأشباح والظّلمة.

يخاطب الشّاعر أصدقاءه الشّعراء قائلاً إنّ حصان الشّعب الّذي كبا بالأمس قد تخطّى الكبوة ولكل جواد كبوة. تخطّاها وهبّ قويّاً متوثّباً، يصهل بثقة لأنّه تحرّر من الظّلمة وهو يعدو نحو النّصر نحو الأمل والنّور. فرسان الشّعب يحيّونه ويفدونه بالدّماء والأجساد والأرواح، يهتفون له أن تقدّمْ نحو الحرّيّة لأنّك رمز البطولة والشّعب كلّه من ورائك. كلنا بركان يغلي غضباً ولن نهدأ أبداً حتّى نطرد كلّ الأشباح من طريقنا ونضيء ظلمات دربنا بقوّوبالمدّ الثّوريّ الّذي لا يعرف الكلل.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*