شجرة العشَرَة – فوزي حنا

……………..
هي محميّة طبيعيّة يدعوها بعضهم، خطأً، تل القاضي، اسمها العبري، حرشات طال، أي حرش النّدى، والاسم مأخوذ من المزامير في التوراة (هو كندى حرمون النّازل على جبال صهيون)، أما الاسم العربي فلَنا معه حكاية، تقول إنّ عشرة من الصحابة وهم المبشَّرون بالجنّة، (لاحظوا أن المكان جميل كالجنّة)، وهم أبو بكر، عمر، عثمان، علي، طلحة بن عبدالله التّميمي، عبد الرّحمن بن عوف، سعد بن أبي وقّاص، سعيد بن زيد، الزّبير بن العوّام وأبو عبيدة بن الجرّاح، مرّوا من المكان فراق لهم، جلسوا ليأخذوا قسطًا من الرّاحة، غرزوا عصيَّهم واستراحوا، وحين همّوا بمغادرة المكان لاحظوا أنّ العصيّ اخضرّت وأورقت، فتركوها لتصير شجرات مقدّسات لدى سكّان المنطقة لأجيال عديدة.
يمرّ في الحرش أحد فروع وادي اللدّان الذي ينبع من تحت أقدام تل القاضي فيتفرّع إلى ستّة فروع.
الأرض تابعة لقرية الخصاص التي تعرّضت لمذبحة في كانون الأول من العام 1947 وهُجّرت في أيار من العام التالي، وهذه المحمية وأشجارها المقدّسة التي زارها السكان وقدّموا القرابين وأوفوا النّذور، تعتبر أرضًا وقفيّة لا تباع ولا تشترى، وكان في المنطقة زعيم له سطوة هو الشيخ فاعور زعيم عرب الفضل الذي كان له قصر في القرية، وفي العام 1920 أقدمت سلطات الاحتلال الفرنسية على حرقه، وبعد حين أراد ولده أن يبني قصره في هذه الأرض الوقفية، الأمر الذي أثار غضب الأهالي، الذين قدّموا شكوى بواسطة المحامي الصّفدي، عضو الهيئة العربيّة العليا، صبحي بك الخضرا، الذي استطاع استصدار حكم يثبت أن الأرض وقف للخصاص، لهذا بنى قصره في قرية واسط في الجولان.
في المكان جدول من الماء العذب البارد، ومساحات من العشب الأخضر ومجموعة من شجر الملّ وهي ممّا بقي من غابة الملّ الكبرى التي غطّت أقسامًا من الجولان ومرج الحولة والجليل الأسفل والكرمل وأجزاء من السهل السّاحلي.
الموقع قرب التقاء الشارعين 99و819. شرقي كيبوتس هاچوشريم القائم مكان قرية الخصاص.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*