إنّني مندوب جرح لا يساوم

كفر قاسم

أنّني عدتُ من الموت لأحيا لأغنّي

فدعيني استعر صوتي من جرح توهّج

وأعينيني على الحقد الّذي يزرع في قلبي

عوسج

إنّني مندوب جرح لا يساوم

علّمتني ضربة الجلّاد

أن أمشي على جرحي

وأمشي ثمّ أمشي وأقاوم

الشّاعر محمود درويش يعود بعد المأساة ليحيا ليعيش من جديد ليغنّي، لم ينجح الجلّاد في تحطيمه. بأيّ صوت يغنّي؟ بصوت متوهّج متألّم استعاره من جرح عميق توهّج، جرح كفر قاسم الّذي لم يلتئم والدّماء لا تزال حارّة في تدفّقها. إنّ مجزرة كفر قاسم تملأ قلب الشّاعر بالحقد، الّذي يخز أعماق قلبه كالشّوك. ويعرّف الشّاعر نفسه بأنّه مندوب عن هذه الجراح وممثّل يتكلم باسمها وهو لا يساوم على حقّه وحقّ جرحه، ويضيف أنّ ضربات الجلّاد البربري علّمته أن يسير رغم الجراح وأن يتابع المسيرة النّضاليّة رغم الألم والنّزف، أي أنّ ضربات الجلّاد لم تنجح في هدفها وهو اخضاعه وإذلاله وطرده، بل على العكس أصبح أشدّ مقاومة للظّلم والقهر وسار دون كلل أو تعب.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*