مغارة القفزة – فوزي حنا

تقع المغارة في قاعدة السفح الغربي للجبل، وهي مغارة كارستية، أي أنّها ناتجة عن ذوبان الصّخر الجيري بالماء المشبع بثاني أكسيد الكربون.استوطنها الإنسان في العصر الحجري، وتعتبر الاكتشافات الأثريّة التي كشفتها التنقيبات هنا من أهم الاكتشافات في فلسطين والعالم بالنسبة للعصر الحجري.أولى الحفريات بدأت سنة 1933 بإشراف الپروفسور موشيه شتيكيليس من الجامعة العبريّة، وكان خبيرًا بالعصر الحجري، وساعده الدپلوماسي الفرنسي رينيه نويل وكان خبيرًا أيضًا بهذا العصر، وكان عضوًا في الجمعيّة الشّرقيّة الغلسطينيّةPalestine Oriental Society وصار لاحقًا رئيسًا لها.وهذه الجمعيّة اهتمّت بأبحاث فلسطين الاجتماعية والجغرافية والتاريخية.توقّفت التنقيبات مع نشوب الثورة الفلسطينيّة الكبرى، وخلال الثورة استعملها الثّوّار ملجأً لهم، فقصفتها قوّات الانتداب ونتج عن هذا تدمير جزء منها.في العام 1965 تجدّد العمل في المغارة على فترات متقطّعة حتى 1979 وأشرف على العمل الپروفسور برنار ڤندرميرش من جامعة السّوربون في فرنسا.كشفت التّنقيبات عن حياة سكّان المغارة من الحضارة الموستيريّة التي تميّزت بتطوير الأدوات الصّوّانيّة وتسنينها، وجاء اسم هذه الحضارة من إقليم موستير في فرنسا، حيث تم اكتشاف أدوات صوّانيّة مسنّنة، استُعمِلَت للذّبح وتنظيف الجلود والدّفاع عن النّفس، كذلك اعتمد إنسان ذلك العصر على النّار، كان ذلك قبل 250000-40000 سنة.إضافة للأدوات الصّوّانيّة في المغارة، وجدوا مثلها في محيط واسع ممّا يدل على نشاط سكان المغارة في المنطقة.وقد يكون الاكتشاف الأهمّ، وجود 12 هيكلًا عظميًّا كاملًا نصفه لبالغين ونصفها لصغار.مع هيكلين بالغين وجدت قرون وعول، ولم يتم تحديد السّبب.يعود تاريخ هذه الهياكل إلى نحو 100.000 سنة، وتميّزت الهياكل بقصر القامة والجمجمة المسطّحة من الأعلى والبارزة نحو الخلف، وجبين ضيّق وبروز الحاجبين المتّصلين.أعطي لهذا الإنسان اسم (إنسان القفزة)، وصار الاسم عالميًّا، وأينما وجدوا مثله قالوا إنسان القفزة.للوصول إلى المغارة، من مدرسة عمال القفزة، نتقدّم نحو الجبل، وأوّل طريق إلى اليمين توقف سيارتنا ونترجّل نزولًا لنجد المغارة على يسارنا والنزول إليها بسلّم حديدي وجسر فوق الوادي.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*