سلام يا أبا سلام

حين يعمل الضمير

هيلل رابين فتاة يهودية في التاسعة عشر من عمرها من “هاردوف” فرضت عليها المحكمة العسكرية السجن للمرة الثالثة، في المرة الأولى 25 يومًا وفي المرة الثانية 14 يوما وحكمت عليها  يوم الثلاثاء الاخير 25 يوما بسبب رفضها في الخدمة في الجيش وقد قالت للقاضي، ان هذا الجيش، جيش احتلال وضميري لا يطاوعني للخدمة فيه،  قالت ضمن مقابلة صحفية اجراها معها التلفزيون التربوي وهي منشور في موقع ” סרבנות” (ننصح بدخول الموقع) وهو موقع خاص بالشباب والشابات اليهود الرافضين للخدمة: ” اني ارفض الحرب ايًا كان، ورسالتي هي انارة الطريق أمام جيل الشباب، ادرك تماما بان من يعيش في الأراضي المحتلة يعاني من  القمع والتمييز والسحق، وانا احب العطاء ولكن في ظل هكذا وضع  لا يمكن ان أكون جندية واعرف ماذا ينتظرني  اني احب الحياة وارفض الموت”

وعن اسرتها قالت:” ان ابي ضابطًا في سلاح الدبابات ووالدتي ضابطة عمليات وقد تربيت في بيت لبرالي على الحرية والعمل بما يمليه عليَّ ضميري    

هكذا هو الحال فتاة يهودية تخجل من الخدمة في حين ان هناك من بيننا يشعر بالفخر بالرغم من ان عندما ترتفع معنوياتنا قليلا يوعز لاحد المسؤولين بضربنا على انوفنا بالقول انكم مجرد مرتزقة.

اثبات وجود

يبدو بان البعض يرى في الكورونا عملية اثبات وجود، ما ان تستيقظ صباحا وتلقي نظرة على وسائل الاعلام حتى ترى ان اشخاص من مختلف المجالات يعلنون انهم أصيبوا بالكورونا، هل هناك لزوم لذلك؟ هل هي دعوة لتعاطف معهم؟ هل مرض الشهرة يدعوهم إلى هذه الشوشرة؟..

يا اخي اصبت بالكورونا التزم بإرشادات الوقاية المعلن عنها، مع تمنياتنا لك بالشفاء العاجل وبانقراض هذا الفيروس

سلام يا أبا سلام

سأحاول ان لا اعيد ما قيل وكُتب عن طيب الذكر المرحوم عادل أبو الهيجا لان نضالاته وادواره القيادية معروفة للقاصي والداني، ولعل اهم ما يميزه هو أنك كنت عندما تتعرف عليه تشعر بانك تعرفه منذ زمن بعيد، ذلك لأنه كان يصغي إليك ويشاركك مشاعرك، لم يدفع الضريبة الكلامية ويمضي.

من المعروف انه كان يحمل رسائل عديدة جاهد في إيصالها إلى عناوينها بهمة متقدة، وهنا بودي ان أقف عند إحدى هذه الرسائل وشعوره بالواجب الذي تٌرجم بدعمه لكافة أطياف شعبنا، دون تمييز بين منطقة وأخرى وبين شريحة من شعبنا وأخرى، لم يتقوقع فيما عاناه في طفولته وتهجيره واهله من مسقط رأسه قرية ” الحدثة” لقد شاهد ببصره الثاقب وبصيرته الحادة المشهد بكل ابعاده.. شاهد مخططات السلطة الجهنمية والتي تعتمد على تفسخينا إلى ملل ونحل كي يسهل عليها ضربنا جميعًا، فأسرع في محاربة ذلك.

وهنا اشير إلى انه وقف إلى جانب لجنة المبادرة العربية الدرزية داعما إياها على كافة الأصعدة بكل ما أوتي من قوة، خاصة عندما كنا نحتاج إلى إصدارات توضيحية وتثقيفية لأهلنا في قرانا، اشهد على ذلك بصفتي عضو سكرتارية اللجنة، كان يرافقنا أحيانا في زيارة الأراضي المحتلة عندما نقوم بزيارات تضامنية بعد ان تكون سلطات الاحتلال قد قامت بارتكاب جريمة ما، اذكر في احدى الزيارات كان من وقف هناك وقال بان الجنود الدروز هم الذين يرتكبون الموبقات فتصدى له قائلا: أولا عليك ان تعلم بان من يرتدي البزة العسكرية لا يمثل إلا نفسة والمؤسسة التي يخدمها، ثم ان هناك من الجنود ينتمون لمختلف المذاهب والأديان وهؤلاء يخجلون عن الإفصاح عن انتمائهم فيزعنون بانهم من أبناء الطائفة الدرزية، وضمن دوره هذا كان يحرص على مشاركة أبناء الطائفة الدرزية في زيارة مقام النبي شعيب عليه السلام التي تُقام في تاريخ 4 -25 من كل عام، وهناك (يُقدم كضيف ليلقي كلمته)؟!. فيتحدث باسمنا، باسم القوى المتنورة التي ترفض الحروب، ومن المعروف بان في هذه الزيارة يحضر مندوب عن الحكومة ويلقي خطابه الممجوج، من ان هناك حلفا لدم بين أبناء الطائفة الدرزية ودولة إسرائيل، ثم يتحدث عدد من المتملقين، وإزاء ذلك كله يأتي دور – العادل – ليضع النقاط على الحروف مواجهًا المندوب الحكومي وجوقة المتملقين يقول: 

 “إننا أبناء شعب واحد تربطنا مصلحة واحدة ومصير واحد، وان علينا ان نعمل من اجل الوحدة فيما بيننا و– السلام – السلام الحقيقي الذي له مستحقاته ولا مكان لأحلاف الدم وإنما علينا ان نعمل على خلق حلفًا للحياة الكريمة بعيدًا عن الحروب وسفك الدماء”

واخيرًا أقول.. نم يا أبا سلام ميمونًا مأمون، تحرسك أشجار الصبار التي تدل على جرائم المحتل المختل المأفون، تحرسك الأشجار التي باركها الله، التين والزيتون.. تحرسك ازهار بلادنا، شقائق النعمان، عصا الراعي والطيون..  تحرسك البلابل وطيور الحسون..  يحرسك الزعتر والعكوب، وكم حدثتنا كم تحب العكوب، ونحن نجوب البلاد شمالاً وجنوبًا، خاصة عندما ذهبنا لنتضامن مع أولى القبيلتين وثالث الحرمين من اعتداء المستوطنين وعائلة الطفل الشهيد المعاق، اياد الحلاق وشعبنا المنكوب.   

نم يا أبا سلام إن بصماتك واضحة ومسيرة حياتك الزاخرة بالعطاء لجيلنا، وعلينا ان ننقلها للجيل الناشئ لتكون البوصلة التي تشير إلى الطريق المستقيم.. نقدم العزاء لأسرتك، ولأهلنا جميعا في هذا الوطن الذي عشقناه معًا بكل جوارحنا، الذي احببته من قحط القلب فبادلك الحبّ.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*