Blog Detail

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. الموقع: إلى الغرب قليلًا من مدخل بيت جبرين على شارع 38 يوجد تفرّع نحو الشمال حيث توجد محطة وقود، هذا الطريق يوصلنا بعد نحو كيلومترإلى مقام تظلّله أشجار صنوبر ضخمة، هذا هو المكان.ينسبه بعض المتدينين اليهود للرابي يونتان بن إليعيزر من بيت جبرين والذي ذُكِر في التلمود.بعد تهجير أهالي بيت جبرين في العام 1948 أهمل المقام الذي يحوي في داخله ضريحًا ومسجدًا، لكن بعض الغيورين من الشباب المقدسيّين أخذوا على عاتقهم ترميمه سنة 2017  لكن هذا لم يرُق لبعض المتطرّفين من اليهود فاعتدوا على المقام بالتخريب وهدم جزء من الضريح والحفر تحته، وذلك في أيار 2020، وقامت السلطات فيما بعد بإغلاق المقام كغيره من المساجد والمقامات التي أخذ الناس يزورونها بكثافة.من هو الدّاري صاحب المقام؟هو تميم بن أوس الدّاري اللخمي وكنيته أبو رقيّة، وكان رجل دين مسيحي وزعيم حمولته، وحين وصله خبر الرسول محمّد (ص) توجّه إلى الحجاز وأسلم على يديه، فاقتطعه الرسول مدينة حبرون وما حولها، وذلك قبل فتحها، باعتبارها أرض الأنبياء فهي وقف.كان بذلك أوّل مسيحي من بلاد الشّام يسلم طوعًا، وجعل الأرض التي أنطاه النّبي وقفًا ذُرِّيًّا، وما زالت كذلك حتى اليوم تتولاها عائلة التميمي المنتسبة لتميم.في العام التاسع للهجرة وبوجود النبي (ص) في تبوك ذهب إليه تميم على رأس وفد يتألف من 10 من وجهاء الدّاريّين منهم أخوه نعيم الداري الذي صار فيما بعد مسؤولًا عن الأراضي.وفي هذا اللقاء أهدى تميم فرسًا عربيّة أصيلةً اسمها ورد للرّسول (ص) وطلب منه أن يعطيه توثيق الإنطاء خطّيًّا، وكان له ذلك، فجاء في الوثيقة:بسم الله الرحمن الرحيمهذا ما أنطى محمّد رسول الله لتميم الداري وأصحابه إني أنطيتكم حبرون والمرطوم وبيت ابراهيم وما بينهم وجميع ما فيه نطيّة بتٍّ، وتقدّمت وسلّمت ذلك لهم ولأعقابهم من بعدهم أبد الأبد، فمن آذاهم فيها آذى الله.شهد أبو بكر وعمر وعثمان وكتبه علي وشهده.من أهم ما عرفناه عن تميم:1. لم ينظر عمر بن الخطّاب بعين الرّضى أن يقصّ تميم القصص في المسجد، خوفًا من أن يحكي قصص التوراة والإنجيل بصفته السابقة كرجل دين مسيحي، لكن عندما استمع إليه صار يجلس دائمًا للاستماع.2. كان تميم أوّل من أسرج المسجد النبوي وأوّل من بنى له منبرًا.3. أوّل أمير مسلم لبيت المقدس.4. أوّل صاحب إقطاع لأرض لم تُفتَح.5. أوّل من ختم القرآن في 7 ليالٍ.6. الوحيد الذي روى عنه الرسول حديثًا سُمِّي حديث الجساسة…..مات تميم في بيت جبرين ودُفِن فيها سنة 40 للهجرة.