جَلال الجليل) عيون الكابري – فوز حنا

صفحة من كتابي الصّادر حديثًا:(جَلال الجليل)
عيون الكابري (المفشوخ والفوّار والباشا والعسل) تعطي سنويًّا نحو 9.6 مليون متر مكعّب، لهذا كانت مزوّدا للماء لمدينة عكا على مرّ التاريخ، وما زالت بعذ آثار المشاريع ظاهرة للعيان، فقرب المزرعة اكتُشفت سنة 1975 أجزاء من المشروع الهليني منذ ما يزيد عن ألفي عام، وهو عبارة عن نفق يزيد ارتفاعه عن 175سم وعرضه 50 حتى 90 سم.أمّا مشروع الجزّار من القرن الثّامن عشر، كانت مياهه تجري في أنابيب مغلقة، ذلك من أجل بناء الطّوالع التي تضمن وصول الماء للمدينة لمسافة 13 كيلومترًا، هُدِمَ المشروع أثناء حصار نابليون لعكا سنة 1799، وبذلك استغل الفرنسيون الماء لصالحهم ومنعوا وصوله إلى عكا.أما المشروع الثالث وهو ما نراه اليوم، فمشروع سليمان باشا العادل من العام 1815، عارض المعلّم حاييم فرحي ( مستشار الوالي) وعبدالله باشا المشروع (نائب الوالي وزوج ابنته) لارتفاع تكاليفه، إلّا أن إصرار سليمان باشا جعل المشروع حقيقة واقعة.كان جزء من القناة مفتوحًا وجزء مغلقًا، وفي نهايته استغل ما يمكن من مشروع الجزّار، يعبر المشروع وديان ألزمت المهندسين بناء قناطر عالية، مثل وادي المجنونه قرب المزرعة ووادي الغميق قرب السميريه، وهو الذي نراه جنوبنا. أعطِي الحق للقرى التي تمر منها القناة باستغلال مياهها وهي السميريّة والمزرعة، وأوكلت للأخيرة مهمّة تنظيف القناة مرتين في السّنة تستمر العمليّة 6 أيام كلّ مرّة، في هذه الأيام يستفيد القرويّون من كميات كبيرة من الماء.رغم كثرة المياه، لم تبنً في طريق القناة إلّا طاحونة واحدة في المزرعة، وظلت تعمل حتى 1920، وقد أشرف على تشغيلها حرّاس القناة أنفسهم، ورغم وجود الحرّاس إلّا أن عمليّة سرقة الماء كانت شبه يوميّة في ساعات الليل.في العام 1940، تهدّمت القناطر في وادي الغميق، نتيجة الجرف الكبير بسبب كثرة المطر، فأصلحتها سلطات الانتداب، وبقيت تعمل حتى 1948 حيث فجّرت القوات الإسرائيلية جزءًا من القناة قرب المزرعة، لكن خزانات عكا كانت مليئة بالماء.وفي العام 1949 تجدّد العمل في المشروع، لكن سرعان ما توقّف نتيجة لعدة أسباب مثل تسربات كثيرة أدّت لتكوّن مستنقعات على طول القناة، وكذلك مطالبة كيبوتس الكابري بملكية الينابيع، ومطالبة أهالي المزرعة بحصّتهم كما كان في السّابق.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*