طلبَ العلمَ “أحمـد” – فوز فرنسيس

طلبَ العلمَ ” أحمـد”
شابًّا عصاميّا كــان..
لم يطلب رشـوة ولا صدَقــة أحـد
لم يُـضمرِ الشـــرّ لأحـد
بعـرقِ جبــينه هـبّ يشقّ طريق الحياة..
……
أم أحمـد
تغـزلُ كلّ يوم خيطـًا في ثوبِ ابنها..
فيكبُـرُ حلمها أضعاف أضعاف
غــدا سيرتدي ثوبَ الطـّهر أبيـض
غـدًا سيغدو ملاكَ رحمةٍ يداوي الموجوعين
غـــدًا ستـقَـرُّ عيني إذ أراهُ يُسعفُ المصابين…
………
أبشِري يا أمـــي.. يقول الأخ
زينة الشّباب ابنــك
بهـيّ الطّـلعة.. أنيقُ المَلبــس
وإنّـا للغدِ معك نحلـــم متـأمّلـــين منتــظرين…
……………
خـرج يطلـبُ العلم أحـــمـدُ
ومـــا عــاد…
تـفـجّـــر الغـضــبُ نارًا
ثـارَ الأخُ الأكبــرُ نازفًا دامــعــًا
والـرّجالُ في هذه المواقف يـبكون
ألَـيـســـوا بـشـــرا…!!
يـبكــي ويُلـملِمُ ذكريات الأمس القـريب
يخـفّف وجعــه…
ومــن يخفّف وجـعًا كــــهـذا ألـــيم؟
ومَـن يفـهم مُصـابًا جَـلـلًا
غــيرَ من اكتـــوى بمِثـله وشبــهِــــه؟؟
حــائرا سائـلا ربّ العالمين
ثـكلــى أمي باتت فــي غـضـــون ســاعـــاتٍ
فكيفَ أزفُّ الـخبرَ؟
أأقـــولُ كــــمــا قـالــوا: ” رصــاصـة طـائشة “؟!
كـيف طــاشت؟ وهل خـرجت وحدها بقدرتها من فوّهـة مسدّس أو بندقــيّة؟؟
أم أقــول: قُـتِـلَ حــلمُــــك
أعـذرينـــي، لا تـليقُ بنا الأحــلام!!
أم قُـصفَـت زهـــرةُ بستـانـك
بـوبـاء قاتـلِ هــدّام!!
وكــيفَ أعـزّيــها إن نــادت غـدا..
ملاكَ رحمتِـها المُـنتَـظـَر؟؟
……….
فــي مـدينتــي
ما عــاد هـناك أمـان
بات يقـبَع في جعبــة المستحيل..
فــي مـدينتــي
بِسهـولةٍ تـُصطـادُ الأحلام..
بأيـدٍ غاشمة طائشة
تُقتَـلُ الشّــبـاب..

فــي كــلّ مدنِــنا
حتّـى العلمُ باتَ مُهــدّدًا
فــتيّقّظ أيّهــا الانسـان!!

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*