أمثال وانتخابات يكتبها: زياد شليوط

ميخائيليأحيت عظام ‘حزب العمل‘ وهي رميم

عندما بادرت النائبة عن “حزب العمل”، ميراف ميخائيلي إلى محاولة إعادة الحياة إلى حزبها المتهاوي والمتماوت حتى أسبوعين الى الخلف، رأيت فيها مغامِرة ولا تقرأ الواقع في أحسن الأحوال، حيث دلت كل استطلاعات الرأي إلى عدم اجتياز الحزب لنسبة الحسم. لكنها ثابرت وواظبت بعدما آمنت بأنه لا مستحيل في الحياة فكم بالأحرى في السياسة. حاربت طواغيت حزب العمل وانتصرت عليهم أولا في قرار قضائي باجراء انتخابات لرئاسة الحزب، وبعده في اجراء برايمرز فازت به، وهنا ولأول مرة، ارتفع الحزب في الاستطلاعات واجتاز نسبة الحسم، وثالثا في إصرارها على اجراء انتخابات تمهيدية لاختيار قائمة الحزب،في عملية ناجحة جاءت بقائمة جديدة –باستثناء النائب السابق عومر بار ليف، الذي حل ثانيا بعد ميخائيلي، وجاءت بوجه عربي جديد في المكان السابع، وهي المخرجة والمنتجة ابتسام مراعنة- منوحين.

لقد نجحت ميخائيلي، رئيسة حزب العمل الجديدة، بفضل مثابرتها واصرارها على إحياء العظام وهي رميم أي بالية، فبعدما نعى المحللون والمراقبون حزب العمل ووضعته الاستطلاعات تحت خط نسبة الحسم، نراه يعود إلى الحياة وقد بدأ يستردّ عافيته، صحيح ليست العافية التي كانت في السابق، لكنه بدأ يحقق نتائج طيبة في استطلاعات الرأي وليس مستبعدا أن يسجل مفاجأة في الانتخابات القادمة، والفضل الأكبر والأول يسجل لرئيسة الحزب النائبة ميراف ميخائيلي، التي تستحق التحية على عملها وايمانها بالطريق والبرنامج، ولم تخدعها الأسماء والنجوم الانتخابية التي تنير عشية الانتخابات وتخبو في اليوم التالي.  

غنايم: إجا تيكحلها ..عماها

هذا ما فعله رئيس بلدية سخنين السابق، مازن غنايم بانتقاله إلى صفوف القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية)، وتدريجه في المكان الثاني لانتخابات الكنيست القادمة. غنايم كان رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، كان قبل ذلك رئيس إدارة مكابي شباب سخنين. كان مازن صاحب شعبية وكان يستعد للعودة لكرسي الرئاسة في مدينته. مازن ضرب كل ذلك عرض الحائط، وأظهر حقيقة مشاعره التي عبّر عنها في الانتخابات الأخيرة، حين أبدى زعلهعلى حزبه التجمع الذي انتخبه للمكان الثالث (الـ13 في المشتركة)، لكنه رفضه بادعاء أنه لا يليق به (لو وافق لكان اليوم عضو كنيست فعلي ومضمون للجولة القادمة). مازن يريد الانتقام من حزبه أولا وربما حتى عاشرا. 

في تصريحاته العلنية بعد اتفاقه مع الإسلامية، ادعى انه حريص على بقاء المشتركة بكل مركباتها، لو كان ذلك صحيحا لعمل من موقعه ومكانته على التوفيق بين مركبات المشتركة، لا أن ينحاز إلى فريق اختار شق المشتركة، ويأتي بعدها مناديا بالوحدة! ينطبق على مازن غنايم في خطوته هذه، المثل القائل: إجا تيكحلها ..عماها.

يعلون: الهريبة ثلثين المراجل

لا زلنا نذكر المثل الشعبي، الذي يقول “الهريبة ثلثين المراجل”، وكان يقال لمن يهرب من معركة يدرك مسبقا أنه خاسر فيها. وهذا ما فعله مبكرا رئيس حزب “تيلم” بوجي يعلون، الذي توصل الى النتيجة الصحيحة بأن حزبه لن يجتاز نسبة الحسم لوحده، إضافة إلى عدم نجاحه في التوصل إلى اتفاق مع أي حزب آخر لخوض الانتخابات معا. وتبعه في ذلك الوزير ايتسيك شمولي (العمل) وكان قد سبقهما الوزيران السابقان أشكنازي ونيسان كورن (كحول لفان)، ولحق بهم لاحقا داني يتوم، الذي بادر إلى رئاسة حزب المتقاعدين. هذا وأعلن عدد من أولئك المرشحين أنهم يخرجون إلى استراحة سياسية بعدما أغلقت في وجوههم الأبواب، أو لم يحسنوا اختيار طريقهم الجديد.

يذكر أن يعلون أقام حزبه الصغير عشية الانتخابات الأخيرة وتحالف مع غانتس ولبيد تحت مظلة قائمة “كاحول لفان”، التي سرعان ما انقسمت على نفسها وتحولت اليوم إلى شظايا قائمة، باستثناء “يش عتيد”. 

“الهريبة” في هذه الحالة تعتبر عملا شجاعا رغم سلبيته، فهو يهدف إلى عدم إضاعة الأصوات في ملعب المركز، والمساهمة في اسقاط هكم نتنياهو، وهذا ما يجب أن يفعله عدد آخر من مؤسسي الأحزاب الجديدة خاصة وبالذات خولدائي وعوفر شيلح وزليخة وسائر الأحزاب الصغيرة وبضمنها العربية – اليهودية، أو الإسراع في عقد تحالفات لقائمة تجمعهم وتنقذهم من السقوط وضياع عشرات آلاف الأصوات، التي يمكن لها أن تشكل سدّا أمام عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*