عروسة الشّام هي مدينة أشقلون القديمة (عسقلان – فوزي حنا

هي مدينة أشقلون القديمة (عسقلان)، ومصدر اسمها غير معروف، لكنّها واحدة من أقدم مدن فلسطين على الإطلاق، فقد أثبتت الأبحاث أن الإنسان استوطن هنا، نتيجة وجود مياه عذبة بجانب البحر، منذ 10 آلاف عام.في العصر الكنعاني (البرونزي) الأوسط بنى الكنعانيون مدينتهم على مساحة 600 دونم وأحاطوها بسلسلة ترابيّة لحمايتها، وجعلها الفلسطيّون واحدة من أهمّ مدنهم، وكانت الوحيدة على الشاطئ.ازدهرت المدينة في زمن الفرس كمدينة ميناء، وجعلها اليونانيون مدينة دولة، ووصلت أوج ازدهارها تحت حكم الرومان حيث بنى فيها هيرودوس الكبير ( ويقال إنها مسقط رأسه) قصورًا وأسوارًا وجعلها ميناءً هامًّا.ازدهرت فيها صناعة النبيذ وتصديره في زمن البيزنطيين، إلى أن وقعت بيد العرب المسلمين سنة 638، وقد اهتموا بها وزادوا من تحصينها كمدينة ميناء هامّة، وبسبب حصانتها صمدت أمام الفرنجة الذين دخلوها بعد 54 عامًا من احتلالهم القدس، وقعت بيد صلاح الدين بعد معركة حطين 1187 لكن الفرنجة استعادوها بعد معركة أرسوف 1191، وقبل تسليمها هدم الأيوبيون تحصيناتها كي لا يستفيد منها عدوّهم.بقيت المدينة حتى 1263 حيث وصلها بيبرس المملوكي وخرّبها لتقام في جزء من موقعها لاحقًا قرية الجوره ثم بجانبها مجدل عسقلان،التي هدمها الإسرائيليون بعد إخلائها من سكّانها سنة 1949 وأقاموا مكانها مدينة حديثة. ( سنأتي قريبًا ببيان آثارها العربية ).بعض أهم الآثار الموجودة:1. البوّابة الكنعانية المقنطرة المبنيّة من اللبن وهي أقدم بوّابة من هذا النوع في العالم أجمع.2. البازيليكا الرومانية وهي عبارة عن ساحة واسعة محاطة بأعمدة رخامية ومرصوفة بالرّخام، طولها 110م وعرضعا 35م، يجاورها من الجنوب مبنى نصف دائري يحوي صفوفًا من المقاعد، وبينهما تمثالان ، الأوّل لإلهة النّصر (نيكي) واقفة فوق الكرة الأرضية التي يحملها (أطلس). والثاني للإلهة المصرية (إيزيس) التي تظهر بشكل إلهة الحظ (طيخي) .3. آبار الماء التي زوّدت المدينة بمياه عذبة مصدرها نهر جوفي يتّجه نحو البحر.4. كنيسة سنتا ماريا، وهي واحدة من خمس كنائس، وهذه الكنيسة التي بنيت في زمن البيزنطيين هُدِمت على يد المسلمين واليهود بعد خلافات مع المسيحيين سنة 938. وفي زمن الفرنجة أعادوا بناءها سنة 1153 إلى أن هدمها المماليك سنة 1263.5. الأسوار الفاطميّة التي تظهر في الشرق والجنوب، لكن المثير استعمالهم لأعمدة قديمة لتثبيت وتقوية السور الغربي من ناحية البحر، وما زالت تلك الأعمدة بارزة من تلّة الكركار.- تقع المدينة الأثريّة جنوب غرب المدينة الحديثة، بمحاذاة الشاطئ.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*