قصص من الذاكرة اسكندر عمل

الشهادة و”الجيد تقريباً”

ما أجمل الشتاء وتساقط الأمطار ،الغيوم السوداء المحملة بالخير تملأ السماء وأشكالها تتغيّر من حين لحين وخيوط الماء تنساب جذلى لتروي أرضاً كانت أرضنا يوماً ولكننا نفرح لسقوط المطر قائلين قول الشاعر
فلا نزلت عليّ ولا بأرضي. سحائب ليس تكتسح البلادا
لكنّ هذا الفرح بالمطر ونعمه لا يشغل بال صاحبنا الذي لم يعتد أن تكون “جيد تقريباً” ظاهرة في شهادة الفصل الدراسي ، فقد اعتاد على الممتاز والجيد جداً ولم تعرف جيدتقريباً ولا ما هو أدنى منها طريقها إلى شهادته.
قضى يوماً طويلاً في الوادي مع أصدقائه ، غاصت قدماه في أرض الحمارة، تبللت ثيابه من المطر الغزير ، ولا تزال ال “جيد تقريباً” مستقرة ، ثابتة مكانها في الشهادة. كان صاحبنا يؤجل الغضب الآتي ولكن في النهاية سيعود إلى البيت وسينال ما توقعه طوال نهاره ، تقريع من قاع الدست مقرون .بضربات كان يتوقعها.

من كتاب سيرة إنسان الذي سيصدر قريباً

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*