يا أُمُّ توفيق زيَّاد (ديوان عمَّان في أيلول)

لا تعذُلي! لولا حليبك في دمي 

ما شرَّف القيدَ الملوَّث معصمي

لولاه ما ضجَّ الطُّغاة ولا شكا

ليل العبيد توثَّبي وتقحَّمي 

أرضعتنيه عُصارةً سحريَّةً

فوقفت للشَّعب الأبيِّ ترنُّمي

وبعثتِ أغنيةً درجت على

وطن الجراح تُعينهُ كالبلسمِ

وزرعتِ في درب الصَّباح لحونها

وردًا تحمَّم بالشُّعاعِ على فمي

دُرِّي حليبكِ جدولاً لا ينتهي

مزجُ الكرامةِ واللهيب المضرَمِ

دُرِّي..ففي حليبك سرُّ دمارهِم

“نفسي فداك علمتِ أم لم تعلمي”

يا أمُّ يا نفسًا من الشَّعبِ العريقِ

عيناك مثقلتان كالبحر العميق 

إنِّي لألمحُ في المآقي عبرةٌ

تصفو كما يصفو النَّدى عند الشُّروق

إنِّي لأفدي ومضها وبريقها 

أفدي التَّحدِّي الشمِّ في الوجهِ الطَّليق

يا أمُّ! لي وطنٌ كقلبكِ عامرٌ

بالحبِّ والإيمان والأملِ الوثيقِ 

لا تعذُلي حبِّي له وتقحُّمي

أو ثورتي دومًا على الظلم الصَّفيق

يا أمُّ إنَّا عشرةٌ لم يرتجف

جفن لها في سورة الخطب المحيق

إن مات منَّا واحدٌ فلغيرِهِ

قدم يُدرِّجها على نفس الطَّريق

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*