Blog Detail

 تقع صفّوريّة في امتداد جبليّ لجبل سيخ وهو من جبال النّاصرة, وهذا الامتداد ينحصر بين منخفضين، من الشّمال يمتدّ القسم الغربي من مرج البطّوف ومن الجنوب يمتدّ منخّفّض وادي صفّوريّة، قمّة هذا الامتداد الجبلي في طرفه الغربي ترتفع 289 مترًا فوق سطح البحر ونحو 150 مترًا عمّا حولها، وبما أن هذا الموقع يشرف على طريق تجاريّة وعسكريّة هامّة تربط البحر بالغور وبرّ الشّام، وأخرى تربط المرجين مرج ابن عامر ومرح البطّوف، بالإضافة إلى غنى المنطقة بالينابيع، اتّخذ الناس على مرّ التاريخ من المكان موقعًا للسّكن والمراقبة والسيطرة العسكريّة، فلا غرابة أن كانت المدينة مركزًا هامًّا في حقب تاريخيّة مختلفة وقلعة أو برجًا للاستعمال العسكري، أو قصرًا لرفاهية الحاكم.كشفت التنقيبات الأثريّة عن أسس لبناء كنعاني من قبل ما يقرب الخمسين قرنًا وعليها بنى هيرودوس الأدومي قصرًا قبل عشرين قرنًا، وبعد موت هيرودوس دُمِّر القصر في الحروب الدّاخليّة، إلى أن استقرّ المكان تحت سيطرة ابنه أنتيباس (باني طبريّا) فجدّد البناء، وهذا القصر بقي حتّى الفترة البيزنطيّة، إلى أن دمّرته الحروب مرّة أخرى، وفي حكم العرب المسلمين جدّد البناء وصار قلعة. وعند سيطرة الفرنجة، رأوا أهمّيّة الموقع، فبنوا قلعة من طراز البرج (توريس) حيث كان القصر/القلعة في أعلى الأكروبوليس ودعوه (لا صيفوري) مستعملين حجارةً من أبنية سابقة، إضافةً لنواويس مزخرفة جعلوها في أركان المبنى، وما زالت حتى اليوم. من هنا خرج جي دي لوسينيان للقاء صلاح الدّين في تمّوز 1187 وكانت هزيمته العظيمة في قرون حطّين.أهملَ البرج فيما بعد فتآكَل، إلى أن سيطر ظاهر العمر الزّيداني على البلاد وقرّر ابنه أحمد أن يجدّد البناء، محافظًا بقدر الإمكان على ما بقي ممّا سبق، كان ذلك سنة 1745.في القرن التّاسع عشر، في فترة حكم السّلطان عبد الحميد الثّاني أضيفَ طابق ثانٍ، واستُعمِل مدرسةً حتّى تهجير السّكّان سنة 1948.البناء مربّع القاعدة (15/15م) والمدخل الرّئيسي من الجنوب، وهو حيث يوجد جداران، بينهما درج يؤدّي للطّابق الثاني والسّطح.في العام 1981 بدأت بعثة من جامعة متشيغان الأمريكيّة حفريّاتها فكشفت، إضافةً لما تقدّم، بئرين وسراديب وفيها أربعة آبار أخرى، تمّ إغلاقها.القلعة اليوم متحف يتألّف من قاعة عرض في الطّابق الأوّل ومتحف أثريّات في الطّابق الثّاني ومطلّ رائع على المنطقة من فوق السّطح.