القَعقَعِيّة/ جبل بنت الملك – فوزي حنا

الموقع: جبل يطلّ على طبريّا من الجهة الجنوبية الغربية. ارتفاعه عن البحيرة أكثر من 200 متر.الاسم: القعقعيّة، ربّما تعني جهة أو مكان القعقعة، والقعقعة صوت السلاح او صرير الأسنان أو الاضطراب المصحوب بحركة وصوت.ولأن الانحدار شديد فقد تتدحرج الحجارة محدثَةً صوتًا أو تجري السيول شتاءً محدثةً صوتًا هو القعقعة.أمّا التسمية الأخرى (بنت الملك) فجاءت في أعقاب حكاية تقول إنّ أچريپاس الثاني حفيد هيرودوس بنى هنا قصرًا لأخته برنيكي حبيبة تيطوس الروماني، ومن هنا جاءت التسمية العبريّة (جبل برينيكي)، إلّا أن التنقيبات الأثريّة أثبتت أن لا وجود لمثل هذا البناء.التنقيبات الأثريّة تروي وجود كنيسة كبيرة تبلغ مساحتها 1.4 دونم دعاها الآثاريّون كنيسة المرساة، ذلك لوجود مرساة حجريّة وزنها 478 كغم في هيكلها والتي يُعتَقَد أنّها نُقِلَت من مكان بعيد على الشاطئ، والتي في مرحلة ما في زمن الكنعانيين في الألف الثالث قبل الميلاد كانوا يضعونها في معابدهم تكريمًا لرمز مصدر معيشتهم وهو الصيد. وفي الفترة الصليبيّة ذُكِرَت كنيسة فوق طبريا باسم كنيسة سنت جورج، ربّما هي المقصودة، مع هذا فاسمها الأصلي ما زال مجهولًا.بقيت الكنيسة بعد الفتح الإسلامي إلى أن تضرّرت كثيرًا في زلزال 749 ليتم ترميمها بمؤثّرات هندسيّة  معماريّة إسلاميّة في القناطر والسقف الخشبي.في وسط ساحة الكنيسة المرصوفة بالفسيفساء بركة واسعة لتجميع مياه المطر، وإلى جانبها باب حجري ثقيل من البازلت .بقيت الكنيسة مستعملةً حتى الفترة الصليبيّة حيث أضيفت لها جداريّات فريسكو، وبعد هزيمتهم في حطّين 1187 هجروها نهائيًّا، ومنذ ذلك الزمن أخذ البناء يتساقط رويدًا رويدًا حتى لم يبقَ منه سوى أجزاء من الجدران والسقف، وفي العام 1994 اقتحمتها مجموعة من المتديّنين المتشدّدين وهدموا ما بقي من سقفها.إلى جانب الكنيسة كشفت التنقيبات بقايا دير كبير وفيه مساطب فسيفسائية جميلة، تمّ نقلها إلى مخازن خاصّة للمحافظة عليها.وفي الدير مخازن كبيرة وبقايا معصرة زيتون.وبجوار الكنيسة كشفت عالمة الآثار كاتيا زلبرمان، من الجامعة العبريّة، مبنى ربّما كان مسجدًا عمل جنبًا إلى جنب مع الكنيسة في الفترة العبّاسيّة.في الموقع أيضًا بقايا تحصينات يوستينيوس الأوّل (الكبير) الذي بنى سورًا من المدينة حتى قمة الجبل ينتهي ببرجين بارتفاع 15 مترًا.الزيارة ممتعة من حيث الآثار والمناظر الجميلة للبحيرة والمدينة وما حولهما، خاصّةً في ساعات ما بعد الظهر.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*