قلعة اللطرون – فوزي حنا

على تلة يبلغ ارتفاعها 260 م عن سطح البحر، إلى الشمال الشرقي من دير اللطرون الشهير، بنى الفرنجة لهم قلعة تشرف على طريق الرملة القدس وعلى وادي الصرار الواسع الخصب، وذلك في القرن الثاني عشر للميلاد (تختلف المصادر حول التاريخ الدقيق لكن قد يكون التاريخ 1132). دعاها أصحابها الهيكليّون (برج الفرسان Le Touron Des Chevaliers).وفي سنة  1187 سيطرت عليها قوّات صلاح الدّين،  وفي هذه الفترة كانت تنتقل من يد ليد كغيرها من القلاع فأصابها الخراب، إلى أن استقرّت بيد الفرنجة بقيادة ريتشارد قلب الأسد  بعد صلح الرّملة 1192. رمّمها وأعاد لها هيبتها، لكنّها سقطت بأيدي المماليك بقيادة الظاهر بيبرس سنة 1263. أُهمِلَت القلعة في تلك الفترة. لكن المماليك بنوا خانًا بجوارها من الشمال الشرقي.وفي العام 1830 كانت القلعة تحت سيطرة عائلة أبو غوش التي كانت لها سيطرة واسعة في تلك المنطقة، وفي العام النالي 1831 سقطت بأيدي ابراهيم باشا، وخلال مدّة حكمه للبلاد حتى 1840 اندلعت ثورة الفلّاحين، وكانت هذه القلعة أحد مراكز ثورتهم ممّا أدّى إلى عمليّة انتقام من الحاكم المصري فأمر بهدمها كغيرها من القلاع.بعد انسحاب القوّات المصريّة بنى بعض الفلّاحين قرية لهم في القلعة وحولها من حجارتها ودعوا قريتهم (اللطرون)، لكن هذه القرية تعرّضت لمضايقات كثيرة خاصّة أيام الثورة الفاسطينيّة الكبرى وهذا أدّى إلى خرابها.وفي حرب فلسطين 1948 اتّخذها الجيش الأردني مقرًّا له، صمد أمام القوّات الإسرائيليّة وظلّ الموقع داخل الحدود الاردنيّة حتى 1967.ومنذ ذلك الزّمن والمكان مهمَل مهجور، لكن الزّائر لا بدّ أن يرى قاعات الفرسات وبقايا البرج الداخلي إضافة للتّمتّع بالمناظر الجميلة.والخان المملوكي الذي خرب بعد بناء خان باب الواد العثماني،  وفي سنة 1972 رمّمته جماعة ألمانيّة وحوّلته إلى فندق.للوصول إلى المكان بالسيارة من الشارع المحاذي لسور الدير الشمالي، وعلى الأقدام من مدخل الدّير يمينًا .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*