خربة الشّمع – فوزي حنا


كثيرة هي الخِرَب الخفيّة عن العيون، وإحدى هذه الخِرَب، تلك التي أطلقنا عليها اسم (خربة الشّمع) القريبة من قرية السّمّوعي (لاحظوا تقارب الاسمَين)، وقد دعا اليهود الخربة (شيمَع) والمستوطنة التي أقاموها قرب موقع السّموعي (كفار شماي).(شمع/شيمَع/سمّوعي/شمّاي).الخربة أقرب إلى قرية ميرون، تقع غربي الانحناء الشّديد في الشارع 866 جنوبي القرية مباشرةً.يعود استيطان هذا الموقع في بدايته للعصر الكنعاني، وتتالت الحضارات والشعوب حتّى الدّولة العربيّة الإسلاميّة .تقع الخربة فوق مرتفَع بارز شديد الانحدار من كل الجهات عدا الجهة الغربيّة، هناك في السّاحة الترابية المحاذية للشارع وعين ميرون، نلتف حول الجبل من الشمال نحو الغرب ثم الجنوب إلى أن نصل القمّة التي تكون عن يسارنا، هناك ما هو مثير حقًّا؟ يواجهنا أوّلًا ضريح جميل مبني من حجارة محلّيّة منحوتة، طول المبنى 3.8 م؟ عرضه 2.4 م وارتفاعه 2.6 م وهو من طابقين، في الأعلى تابوت حجريّ مزدوج (سركوفاچ)، وفي الأسفل فراغ، يُعتَقَد أنّه كان مستقرًّا للعظام من أجل استعمال التابوت مرّةً أخرى.إلى جانب الضّريح مقبرة من الزّمن البيزنطي من القرن الرّابع للميلاد، وفيها العديد من الكهوف المنقورة والمعدّة للدّفن، وأحد هذه الكهوف يضمّ خانات عديدة لدفن عدد من الناس، يبدو أنه قبر عائلي. إلى جانب هذا وذاك اكتشف الباحثون كنيسًا من أيّام الرّومان وهو من طراز البازيليكا، له مدخلان واحد من الجنوب والثاني من الغرب، طول المبنى من الشرق إلى الغرب 16 م وعرضه 11 م .حفرت الموقع بعثة أمريكيّة يرأسها الپروفسور أريك مايرز، التي أكّدت أن هذه البلدة اعتمدت في حياتها على الزّراعة والصّناعات المرتبطة بها، إذ وجدوا آثار معاصر زيت وعنب وموقعًا لدباغة جلود الحيوانات لاستعمالها في صناعة الأحذية وغيرها.إضافة لكلّ ما تقدّم، الموقع يشكّل مطلّا جميلًا على محيطه، خاصّةً جبل الجرمق ووادي ميرون .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*