سيّدة الرّجفة (النّاصرة) – فوزي حنا

سيّدة الرّجفة هي العذراء مريم، أم يسوع، إذ تروي الحكاية التراثيّة أنّها وقفت على تلّة تشرف على جبل القفزة لترى أن مَن أرادوا إيذاء ابنها قد عادوا دون أن يكون معهم، ظنّت أنّهم حقّقوا مرادهم فارتجفت خوفًا وحزنًا.وبين المدينة القديمة وبين جبل القفزة تلّتان متقابلتان، تُدعى كلّ منهما (تلّة الرّجفة)، الغربيّة لاتينيّة والشّرقيّة أرثوذكسيّة.على الغربيّة بنى الفرنجة ديرًا، أطلقوا عليه اسم (نوتردام دي موي) أي سيّدة الرّجفة، تهدّم الدّير في زمن المماليك في القرن الثالث عشر، وعلى أنقاضه بني دير جديد في العهد العثماني سنة 1880، دُعي (دير البنات( أو (دير راهبات الكلاريس) أي راهبات القدّيسة كلير الإيسيزيّة الإيطاليّة وهي من بلد القدّيس فرنسيس.يمكن الوصول إلى الدّير بالسّيّارة من دوّار فندق الجليل نحو الجنوب الشرقي.أمّا الشّرقيّة فقد بُنيت على قمّتها كنيسة أرثوذكسيّة سنة 1882، بتمويل غنيّة روسيّة زارت الناصرة، وهي ماريا كيسيليڤيا، وقرب الكنيسة، وسط بستان جميل، (بقيت منه شجرة توت) بُنيَ منزل صيفيّ للمطران دُعِيَ (قصر المطران) وما زال هذا الاسم متداولًا حتّى اليوم.تهدّم المنزل وأهملت الكنيسة لسنوات طوال، حتّى صارت مأوى للغربان والثّعابين وأبناء الظّلام. وفي 3 نيسان2016 تعرّضت الكنيسة لمحاولة حرق، وبعد إخماد النّار تمّ ترميم الكنيسة بالكامل وتأهيلها لاستقبال الطّقوس الدّينيّة، فظهرت كعروس في يوم عرسها.لزيارة المكان، أسهل الطّرق إركان السّيّارة في موقف المجمّع التجاري (عوفر سنتر) المعروف باسن (دودج) والدّخول إلى الجبل عبر بوّابة في الجهة الجنوبيّة الغربيّة.وحين نقف في شرفة الكنيسة ننسى كل جهد لما نتمتّع به من مناظر في غاية الجمال.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*