Blog Detail

الحديّثة، قرية عربيّة فلسطينيّة من قرى الرّملة المنكوبة التي تمّ تهجيرها في عمليّة داني في 11/7/1948 بعد قصفها بالطّائرات والمدفعيّة، ثم تمّ تدمير بيوتها فيما بعد، وكان يسكنها نحو 800 مواطن يملكون ما يقارب 7000 دونم.وكانت القرية في خط المواجهة في موقع استراتيجي يطلّ على اللد والرّملة والمطار الدّولي.أمّا القوّات العربيّة فقد انسحبت شرقًا ولم تستطع القرية الصّمود بقواها الذّاتيّة، وفي نفس العمليّة هجّرت جاراتها: مجدل الصّادق وقولا والمزيرعة ودانيال وجمزو وبيت نبالا ودير طريف والكنيّسة وعنّابا. بُنيت القرية على أنقاض مدينة كنعانيّة على ارتفاع 147 م عن سطح البحر وبمساحة 200 دونم، كان اسمها (حديد)، وقد ذكرته التّوراة (سفر عزرا)، لذا أطلق الإسرائيليّون هذا الاسم على المستوطنة التي بنوها على أراضي القرية. كما ذكرها المؤرّخ (يوسيفوس فلاڤيوس) بأنّها كانت محاطة بسور،  وكذلك ذكرتها الوثائق المصريّة التي تعتبر من أهم المصادر التاريخية لمدن بلادنا، في حملات (تحتموس الثالث) في القرن الخامس عشر قبل الميلاد (العصر البرونزي المتأخّر).وظهرت في فسيفساء مادبا من الفترة البيزنطيّة ممّا يدلّ على ازدهارها وأهمّيتها في ذلك العصر.وفي الحفريّات الأثريّة التي أجرتها دائرة الآثار الإسرائيليّة وجامعة تل أڤيڤ تمّ كشف مسطبة فسيفسائيّة جميلة من الفترة البيزنطيّة، ويبدو أنها من بقايا كنيسة، فيها يظهر قارب يقترب من الشاطئ ومدينة محاطة بأسوار وأبراج و كلمة (إيجپتوس) باليونانيّة والتي تعني مصر، تمّ نقل الفسيفساء إلى المتحف البحري في حيفا، قرب مغارة الخضر، ويمكن مشاهدته هناك.في الموقع اليوم متنزّه عام وكروم زيتون يتيمة وبقايا آبار وقبور رومانيّة وآثار بعض البيوت العربيّة وشجرة سدر ضخمة على القمّة حيث المطلّ الجميل على مدن المركز.الوصول عن طريق شارع 444 جنوبي راس العين بنحو 15 كم حيث يوجد تفرّع شرقًا ولافتة تدلّنا على الموقع.