أمين خير الدين في كتابه “مقالات منحازة” ينحاز للإنسان والعروبة والفكر التقدمي – زياد شليوط
- by منصة الراي
- May 28, 2022
- 0
- 394  Views
- 0 Shares
أهداني الكاتب أمين خير الدين كتابه “مقالات منحازة 2” والذي يقع في 344 صفحة من الحجم الوسط، يحوي “مقالات سياسية واجتماعية وأدبية هي من حصاد سنين طويلة” كما يشير الكاتب في مقدمته، ويضيف لإزالة أي لبس عن أهمية تلك المقالات انها “هويتي الحقيقية، غير المسيّسة أو الممذهبة أو المطيّفة، دون رتوش أو مكيجة أو تلّون أو تلوين”.
ومن يعرف الأستاذ أمين وقرأ له من قبل يدرك ان ما يقوله عين الحقيقة، فقد عرفنا الكاتب أمين شجاعا، جريئا، يكتب منطلقا من ضميره ووعيه الوطني والإنساني، وكل ذلك يكمن في المقالات التي يحويها الكتاب المذكور.
واذا اعتبر الكاتب تلك المقالات هويته الحقيقية فاني أرى في المقال الذي جاء بعنوان “كيف أرى الله”، هو الهوية الإنسانية للكاتب والتي تلخص رؤيته للكون بكل أبعاده، وليس صدفة أنه أثبت جزءا منه على الغلاف الأخير للكتاب، ونشره بين أوائل مقالات الكتاب (ص26-29). ويوضح الكاتب في البداية أنه كتب هذا المقال أمام الفتاوى الغريبة التي تشرعن القتل باسم الله. لقد صاغ الأستاذ أمين المقال بأسلوب أدبي ممتع وجميل، ومن الواضح أنه سخّر موهبته الأدبية ومعلوماته العلمية والثقافية في هذا المقال المميز مضمونا وأسلوبا. فهو يرى الله على عكس ما يراه المسيئين له والذين شوهوا صورته بادعاء أنهم يمثلونه على الأرض. انه يرى الله “سرّ ابداعي وعلمي، مادة الحياة، الطاقة الإيجابية، الذكاء، البسمة، الدفء، الحنان، اللون الأبيض، عطر الحياة” وغيرها وهو “السرّ في التساوي بين العربي والأعجمي، المسلم والمسيحي، واليهودي والبوذي طالما اتقى الله في أعماله”.
احتوت مقالات الكتاب، كل ما أشغل فكر الكاتب وأثار انتباهه أو قلقه فعبّر عنه مرة بسخرية – حيث يتطلب – ومرة بجدية ومرة بوعظ وأخرىبإشارة واضحة نحو الهدف. وتتنوع المقالات ويمكن تقسيمها إلى أبواب، وحبذا لو فعل ذلك الكاتب، مثل مقالات سياسية، اجتماعية، أدبية، وكل باب تتفرع عنه توزيعات فرعية، ففي السياسية على سبيل المثال هناك ما يتناول سياسة إسرائيل بكل ما فيها: القانون ذو وجهين في بلاد الحليب والعسل (ص 53). وهناك السياسة العربية والسياسة الداخلية، منها ما يتعلق بتدريز الطائفة الدرزية وسلخها عن عروبتها، وهو ما يرفضه ويتصدى له الكاتب بكل قوة وعنفوان: التجنيد هو الخطوة الأولى نحو الضياع (ص49)، وكذلك انتخابات السلطات المحلية “وتظل العائلية سيدة الانتخابات المحلية” (ص 34).
يصعب استعراض كل مقالات الكتاب، لكن من الواضح أن ما يجمع بينها موقف الكاتب التقدمي، الإنساني، القومي من مختلف القضايا والمسائل التي تناولها في مقالاته بأسلوب ينضح سخرية نابعة من ألم واضح لأحوال نعيشها بشكل مثير للسخرية. من هنا أشدّ على يدي كاتبنا المثابر الأستاذ أمين، وأتمنى له مزيدا من العطاء لإثراء مكتبتنا العربية بنتاجاته الفكرية.
(شفاعمرو – الجليل)