بيت عطاب – فوزي حنا

 بالنسبة للاسم، لم أصل إلى أصله، لكن المؤرّخ أوسيپوس الذي عاش في القرن الميلادي الرّابع ذكرها باسم إيناداب Enadab وفي زمن الفرنجة في القرن الثاني عشر ذُكِرت باسم بيتا هاداپ Bethahadap  وفي زمن العثمانيّين ذُكِرت باسم بيت عطاب وأحيانًا بيت عتاب، وكان لها امتداد في الوادي القريب دعوه بيت عطاب السفلى، والأصليّة بيت عطاب العليا، ثمّ بقي الأصل بيت عطاب (بدون العليا) والسفلى صارت سفلى (بدون بيت عطاب)، وقد هجّرت القريتان في النادي والعشرين من تشرين الأوُل 1948في عمليّة ههار، حيث تمّ قصفهما بالمدفعيّة ممّا أدّى لسقوط ضحايا وتهجير السكّأن.تقع قرية بيت عطاب على مرتفع جبلي في غربي القدس، في موقع استراتيجي يشرف على منطقة واسعة بما فيها واحد من الطرق الرئيسيُة التي تربط جبال القدس بالسهل الساحلي. في قمّة ووسط القرية بقايا حصن أو قلعة أو عزبة من أيّام الفرنجة لأحد فرسانهم واسمه يوهانس چوتمان، ويعتقد بعض الباحثين أن (الدّير) الموجود في عين اقبالا (أكوابيلّا) كان تابعُا له.في العام 1161 تمّ خطف صاحب البيت ممّا اضطرّ زوجته للتنازل عن البيت لصالح الخاطفين كي تخلّص زوجها.هدم المماليك المبنى جزئيًّا، وزادت إليه الحياة في الفترة العثمانيّة،  وفي العام 1838، زار المكان الرّحّالة الشّهير إدوارد روبنسون ووقف على الحصن وكان يسكنها آنذاك زعيم عائلة اللحّام ذات النّفوذ في تلك المنطقة. ومن تاريخ هذه القرية وعائلة اللحّام، أنّ خلافًا على الزعامة والنفوذ بين الزعيم الكبير لآل اللحّام مع زعيم آل عطالله وهو محمّد عطالله، وأدّى هذا التنافس إلى صدام دموي سنة 1855، راح ضحيّته عدد من أفراد آل عطالله منهم محمّد عطالله، وهذا أدّى إلى تدخّل حمولة متنفّذة أخرى في المنطقة لصالح آل عطالله هي عائلة أبو غوش التي احتلّ رجالها القرية وأسروا زعيم آل اللحّام، وهذا الأمر لم يرُق للسلطات العثمانيّة التي تدخّلت بسرعة لتهدئة الأمور وإعادة الوضع آلى سابق عهده.خرائب القرية وبساتينها  اليوم حديقة وطنيّة فيها بقايا الحصن، ويمكن الصعود إلى سطحه للإشراف على المنطقة، كما توجد عيون ما، وبساتين مثمرة بقيت يتيمة بعد تهجير أصحابها.الوصول لهناك عن طريق شارع 386 وبداية المسار من قرب مقبرة مستوطنة نيسان هاريم التي بنيت على أراضي القرية.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*