مغارة بسّيم – فوزي حنا
- by منصة الراي
- October 27, 2024
- 0
- 205  Views
- 0 Shares
لست ادري مَن هو بسّيم، لكن تعرّفت على المغارة التي دُعيت باسمه، وهي ذاتها التي سُمّيت مغارة جهنّم، ذلك لأنّها أثارت الرّعب في نفوس سكّان القرية، لعمقها وغموضها، لدرجة انّهم يروون عن راعٍ دخل ببقراته فيها ليخرج بعد حين في الشيخ ابريك قرب المقام على بُعد 13كم، وهذه الحكاية يرويها الباحث الإسرائيلي يوسف برسلاڤسكي، ويقول الفرنسي ڤكتور چيرين إن في الشيخ ابريك مغارة تحمل اسم مغارة جهنّم.
ويروي الرّابي رفائيل توليدانو أنّه سمع، في زيارته لقبر الرّابي بار يوحاي في ميرون، مِن شيوخ طبريّا عن نفقٍ بدايته في طبريّا ونهايته في صفّورية مرورًا بخربة الرّومة.
إلى هنا الرّوايات الشّعبيّة، امّا الحقيقة ففي البحث.
إنّه خزّان ماء روماني في مدخل صفّورية الشّرقي، وكانت بداية البحث سنة 1871، حين وصلت بعثة من صندوق الاكتشافات الفلسطينيّة (P.E.F) يرأسها تشارلز ويلسون، يرافقها راهب ألماني مقيم في الناصرة اسمه هانس تسيلر، وحين وصلت البعثة إلى مشارف القرية، دخل الرّاهب شقًّا في الأرض واختفى وكأن الأرض ابتلعته، ليخرج بعد قليل ويروي لرفاقه عظمة هذا الفراغ تحت الأرضي، ربّما كان خزّان ماء.
وفي العام التالي جاءت بعثة ثانية من نفس المؤسّسة لتكتشف قناة من عيون المشهد باتّجاه صفّورية.
لم يتقدّم البحث إلى ما بعد قيام دولة إسرائيل إذ جاءت بعثة من جامعة تل ابيب يرأسها تسڤيكا تسوك، وقامت بالتّنقيب في 1993 و1994، حيث تمّ إخراج كمّيّات كبيرة من التراب والحجارة لتظهر الجدران الأصليّة المغطّاة بطبقتين من القصارة، الاولى منذ أقيم الخزّان في القرن الميلادي الأوّل والثّانية بعد ان تصدّعت الجدران بفعل الزّلزال سنة 363م. كما اضيفت بعد الزلزال قناطر حجريّة لمنع سقوط السقف.
واكتشفت البعثة ان اختلاف نوع الصخر على جانبي الخزّان يدلّ على ان مَن أقامه استغلّ خلعًا جيولوجيًّا.
يبلغ طول الخزّان 260م، عرضه 4م وارتفاعه 12م، ويتّسع ل4300 متر مكعّب.
وصلته المياه من عيون الرّينة والمشهد على منحدرات جبل سيخ، ومعروف ان صفّورية غنيّة بالينابيع، لكن هذه الينابيع منخفضة عن المدينة.
قناة المشهد منقورة في الصّخر، لذا فهي تتّفق مع الطوپوغرافيا، ليبلغ طولها 12كم، امّا قناة الرّينة فمبنيّة لذا فهي تتحدّى الطوپوغرافيا وبلغ طولها 5كم.
كتب تفاصيلها تشڤيكا تسوك في كتابه (מים בקצה המנהרה) أي ماء في طرف النّفق، وهو عن مشاريع المياه القديمة.
في العام 1995 تمّ فتح الخزّان وملحقاته للزّيارة، وجدير بالذّكر أن النّفق الذي بعد الخزّان ضيّق ومعتم.
الخزّان اليوم ضمن حديقة صفّورية الوطنيّة، مباشرةً على يسار المدخل، والدّخول بدفع رسوم.