دير حجله – فوزي حنا

يقع في الصحراء بين أريحا ونهر الأردن، على  مقربة من الطريق التاريخي بين القدس وعمّان، وهو واحد من عدّة أديرة في هذه المنطقة، لكنّه الوحيد الذي نجا من الخراب على يد الجيش الإسرائيلي سنة 1968.يعود اسمه إلى عين حجله في موقع مدينة كنعانيّة اسمها بيت حجله ذكرتها التوراة وخريطة مادبا البيزنطيّة، ويؤكّد الدبّاغ إذ يقول إن اسمها Bethegla، ويضيف أن اسم الدير (ديرماريوحنّأ حجله).قرب الدير يقع وادي النخيل حيث توجد اللاوره أي مغاور التوحّد للرهبان.وللدير اسم آخر هو (دير جيراسيموس)، على اسم باني الدير  سنة 455 على أنقاض دير من القرن الرابع كان اسمه (دير مالاون) الذي ما زالت بعض آثاره باقية، في الركن الشمالي الغربي حيث يوجد مصلّى على جزء من الدّير، وحيث توجد جماجم الرهبان.تظهر صورة جيراسيموس برفقة أسد، كما في إحدى الصوَر المرفقة، والحكاية كما رواها الراهب (يوهانس موسكوم) من القرن السابع في كتابه عن رهبنة هذه الصحراء، إذ يقول إن جيراسيموس و رفاقه رأوا أسدًا، هرب الجميع خوفًأ إلّأ جيراسيموس الذي شعر أن الأسد في ضائقة وبحاجة لمساعدة، اقترب منه ولاحظ شوكة في قدمه، قام بانتزاعها وعالج الأسد الذي لازمه وبقي رفيقه المخلص، حتى أنّه حين مات الناس سنة 475 ربض الأسد فوق قبره حزينًأ رافضًأ الطّعام والشراب إلى أن مات حزنًأ وجوعًأ وعطشًأ.آمَن جيراسيموس بحياة التّقشّف التي فرضها على نفسه وعلى رفاقه وتلاميذه، فقد عاشوا على انفراد، والتقوا مرّة واحدة في الأسبوع، يوم الأحد فقط، واقتصر طعامهم وشرابهم على التمر والخبز والماء، ولا يملكون غير ملابسهم وفراشهم وأغطيتهم، ولا يشعلون نارًأ للإنارة قطّ.وكان تلاميذهم الشباب يقومون على خدمتهم وكانوا يجدلون سلالًأ من سعف النخيل لبيعها وشراء الخبز.هُدِم الدّير وبُنِي عدّة مرّآت كانت الأخيرة سنة 1890 بإذن من السلطات العثمانيّة وتمويل روسي وسيادة اليونان الأرثوذوكس الذين ما زال الدّير بمسؤوليّتهم.يتكوّن الدّير من ساحة مركزيّة تتوسّطها بئر، ويحيطها البناء من كل جانب، وفي الزاوية الشماليّة الغربيّة من الطابق الثاني توجد كنيسة الدّير الجميلة بإيقوناتها وألوانها وقبّتها، إضافة لمسطبة الفسيفساء المدهشة بجمالها والتي تحوي في الجهة الشمالية (اليسرى) على جزء من فسيفساء من دير (مالاون) القديم.تُقسَم الكنيسة لثلاثة أروقةتفصل بينها أعمدة جميلة، الرّواق الشمالي (الأيسر) مكرّس لإحياء ذكرى القدّيس (زوسيماس) الذي عاش في دير مالاون، والرّواق الأوسط مكرّس لإحياء ذكرى القدّيس (جيراسيموس) باني الدّير الثاني، أمّأ الرّواق الجنوبي (الأيمن) فلإحياء ذكرى القدّيس(مريم المصريّة) التي تنسّكت في هذه الصّحراء لمدّة 17 عامًا، وبتقولها منحها الله القدرة على المعجزات ومنها عبور  نهر الأردن مشيًأ على سطح مياهه.يتمّ الاحتفال بذكرى جيراسيموس في الدّير في الرّابع من آذار كلّ عام.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*