خربة كرازة/كورزين – فوزي حنا

تقع كورزين على مرتفع بازلتيّ يعرف باسم هضبة كرازه/كورزين، وهي الهضبة الفاصلة بين الحولة وبحر الجليل.كانت كورزين واحدة من المدن التي ازدهرت في الفترة الرومانيّة والبيزنطيّة، إلى جانب كفر ناحوم وبيت صيدا في شمال بحر الجليل.ذكرها الإنجيل المقدّس في متّى 11ولوقا 10، جاء في متى: ويل لك يا كورزين، ويل لك يا بيت صيدا لأنّه لو صُنِعَت في صور وصيدا القوّات المصنوعة لتابتا قديمًا من المسوح والرّماد.بلغت مساحة المدينة في أوج ازدهارها في العهد الروماني والبيزنطي نحو سبعين دونمًا.في العام 370م ذكرها أوزيفوس بطرك قيساريه بأنّها خراب، لكنّها نهضت من خرابها  في القرن الخامس، ثمّ الثامن (الإسلاميّة العربيّة) ثمّ الثاني عشر (الفرنجة)، وفي أيّام الدولة العثمانيّة استوطنتها حمولة السوالمه من عرب الشمالنه، حيث رمّموا 13 بيتًا من البازلت، وإلى جاانبهاا كان لهم عدد مماثل من االخيام، لأنّهم تنقّلوا مع مواشيهم وفقًا للموسم.بقيت القرية حتى أيّار 1948 حيث هجّرتهم قوّات الپلماح بقيادة يچآل ألون في عمليّة (المكنسه/مطاطي)، ورغم وقوعها لااحقًا في المنطقة منزوعة اللسلااح، لم يُسمَح لأهلها بالعودة إليها من سوريا.استغلّ السّكّان عينًا سمّيت بير كرازه، وهي التي ذكرها الباحث ريتشارد روبنسون حين زارها، بأن ماءها فاسد.التنقيبات الأثريّة هنا بدأت سنة 1905 بإشراف هنريخ كول وكارل ڤتسينچر، حيث اكتُشِف كنيس يهودي من الفتترة البيزنطيّة كان قد ذكره روبنسون سنة 1869.تجدّدت التنقيبات سنة 1926وكانت المهمّة الأولى كشف الكنيس بكامله، فوجدوه بطول 22.80م وعرض 16.70م. وكان فيه ثلاثة صفوف من الأعمدة من الشرق والغرب والشمال والكثير من االزخارف والنقوش، بما فيها كرسي نقش عليه اسم (يودان بن إسماعيل).في مدخل الحديقة الوطنيّة نلاحظ وجود قبر على يسارنا مغطّى بالقماش، هذا مقام الشيخ رمضان، من بقايا القرية، إذ تكاد لا تخلو قرية من مقام على الأقلّ. كما نجد العديد من البيوت الحجريّة، بعضها كثيرة القناطر بشكل مدهش، والكثير من معاصر الزيتون القديمة، ممّا يدلّ على ان المنطقة كانت غنيّة بشجر الزبتون، التي لا وجود لها اليوم، كما توجد معصرة عنب مرصوفة بالفسيفساء، وآبار وقنوات ماء، لكن المبنى الأكثر إثارة هو الكنيس، لفخامته وكثرة زخارفه.ما زالت أعمال الترميم جارية، لذا يجب مراعاة ذلك وعدم تجاوز الحواجز المؤقّتة.الموقع على شارع 8277 المتفرّع من شارع 90بين التطويبات وجب يوسف، (أنظر الخريطة).

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*