إلى الغالية التي غابت ولم تغبِ – بقلم اسكندر عمل

غابت عنّا قبل أيّام شمس وغاب عنّا القمر أفلت النجمات، ولكن إلى حين، فشمسنا التي غابت ستشرق علينا كل يوم فهي في قلوبنا وفي وجداننا وسينعكس نورها الذي ارادت هي أن تنعم به على البشرية، لأنّها المعطاءة التي نذرت حياتها للعطاء الذي لا حدود له.

عرفتها، إبنة الخال الغالية، منذ نعومة أظفارها، فكانت الطموحة دائماً، الراغبة في الوصول إلى العُلا، لكن دون كبرياء أو تكبّر. كانت شخصيّة فولاذية تفلّ الحديد، لكنّها في الوقت نفسه كانت رقيقة ، رفيقة لبنات وأبناء طبقتها الكادحة التي لا تصل إلى مبتغاها إلّا بالكد والجد والمثابرة.

نمت وترعرعت في بيت عمّالي مناضل، ولم تحِد قيد أُنملة عن طريق الكفاح من أجل العدالة والمساواة. كانت مخلصة لشعبها الفلسطيني ونضاله العادل من أجل نيل حقوقه المشروعة، ولم تهادن يوماً لأنّ المهادنة استسلام وخنوع وفقيدتنا كانت بعيدة كل البعد عن هذا وذاك.

حاربت الداء الخبيث حرباً لا هوادة فيها وانتصرت عليه مرات، صحيح أنّها خسرت في المعركة الأخيرة، لكنّها قضت واقفة كالنسور في القمم وهذه سجية المناضلين.
لا أكتب هذه الكلمات رثاء بل سرد لحقائق أثبتتها فقيدتنا الغالية د. مريم جمال مطانس في حياتها ولم
تكن يوماً في خانة الخاسرين، بل الرابحة دوماً، حتى في موتها نشعر أنّها لا زالت تكافح معنا وبيننا، وما علينا نحن الباقين إلّا متابعة الطريق الذي سلكته فقيدتنا بكبرياء وشمم .
غابت مريمنا وشعبنا يسطّر وبِفخرٍ أعظم الانتصارات ولسان حاله يقول:
ذهبت يا رفيقة لكننا سنكمل الطريق.

في نهاية كلمتي هذه أقدم أخر التعازي لزوج الفقيدة وابنتيها وأمها وبنات وأبناء أخوالي طيّبي الذكر عيسى ، جميل وجمال وعموم آل مطانس ومخايل متمنياًلهم الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*