محميّة وادي الزّرقاء / التّمساح – فوزي حنا

يجمع مياهه من بعض ينابيع وديان الرّوحه. ولكل عين ولكلّ رافد اسم منفرد، لكنّ اسم التّمساح هو اسم القطاع القصير الذي يبدأ بعيون التمساح عند اقدام الكرمل، حتى البحر قرب تلّ كروكوديلوپوليس أي مدينة التّمساح.بسبب وجود سلسلة كركاريّة بين الينابيع والبحر، تجمّعت المياه وكوّنت مستنقعات لا تقلّ مساحتها عن 600 دونم، وهذه المساحة صارت بحيرة اصطناعيّة فيما بعد، وبعد أن تقرّر استغلال المياه لمدينة قيسارية.في ذلك الزّمان، والحديث عن زمن الرومان بُني سدّ من الناحية الغربية فوق السلسلة الكركاريّة طوله 194 مترًا وعرضه 4 أمتار، تمّ دعمها ببناء يمنع انهياره ليصير عرضه احيانًا 10 أمتار. ومن الشّمال بني سدّ آخر طوله 1250 مترًا بارتفاع 7 أمتار، أما من الجنوب والشرق فهناك حدود طبيعيّة.تمّ نقر قناة في الصخر الكركاري عمقها 180 سم وعرضها 140سم وتمّ بناء تتمّة لها ليصل طولها إلى 5 كم.نقلت هذه القناة 2500 متر مكعّب من الماء كلّ ساعة إلى مدينة قيسارية، وفي زمن لاحق  في الفترة الإسلاميّة، تمّ سقفها لمنع التبخّر وانسدادها بالرّمال.بسبب مروحة المياه وعدم صلاحيّتها لشرب البشر، استُعملت للرّي والغسيل، ويقول خبير التكنولوجيا القديمة (يشو دراي) إن هذه المياه استعملها لدفع الرّمال المتراكمة عند مدخل الميناء، لتمكين السفن من الدخول والخروج.توقّفت المياه عن الوصول إلى المدينة في زمن الفرنجة أو المماليك، فتمّ بناء نحو 10 طواحين قرب السّدّ تدار بواسطة المياه.عندما اشترت جمعيّة (پيكا) وهي جمعيّة الاستيطان اليهودي في فلسطين، المكان باموال عائلة روتشيلد، في مطلع القرن العشرين، تمّ هدم جزء من السّدّ لتفريغ مياه البحيرة الاصطناعيّة من أجل استغلال الارض، وهذا ما كان.وفي الناحية الجنوبية من السّدّ قامت سلطة حماية الطّبيعة بترميم وإعادة بعض النواعير والطواحين لإظهار  تاريخه، وبنت مسارًا للزّائرين، للاطّلاع على تاريخ وطبيعة المكان، خاصّة طبيعة الوادي بعد السّدّ بنباتاته وأحيائه.وصار المكان محميّة طبيعيّة تاريخيّة، الدّخول إليها برسوم. المدخل الشمالي لقرية جسر الزرقاء.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*