من آثار جلجولية (خان ومقامان) – فوزي حنا

تقوم قرية جلجولية على طرف السهل الساحلي في موقع تاريخي، ربّما كان مكان البلدة الكنعانيّة جلجال، وظلّ الموقع مأهولًا إلى اليوم. وتقع على درب تاريخي قديم هو درب البحر .مرّ به قادة تاريخيّون عظام مثل تحتمس الفرعوني وناپليون الفرنسي والظاهر بيبرس المملوكي.في القرية آثار خان مملوكي وبعض المقامات، ولنبدأ بالخان الذي بناه والي الشام المملوكي تنكز الناصري على انقاض كنيسة بيزنطيّة، بين العامين (1330-1320) وكان محطّة هامّة على درب البريد، بين القاهرة ودمشق،  وجعل مدخله من الشرق من ناحية الدرب.تتوسّط الخان ساحة واسعة في مركزها بئر ماء، ويتألّف الخان من طبقة واحدة. جعله العثمانيّون لاحقًا محطّة جباية رسوم الطّريق. من أهمّ الشخصيّات التي نزلت فيه، السلطان العثماني سليم الاوّل في القرن الميلاديّ السادس عشر، في حربه ضدّ المماليك، كذلك سليمان باشا والي عكّا في مطلع القرن التاسع عشر في حربه ضدّ أبي المرق في يافا.أصابه الخراب، فأخذ الأهالي ينقلون حجارته ليبنوا بيوتهم.في السنوات الأخيرة تشكّلت لجنة أهليّة وتعاونت مع المجلس المحلّي لتنظيفه استعدادًا لترميم ما يمكن . ومن أهمّ المقامات مقام (أبو العون)، وصاحبه محمّد بن سالم بن علي العون الغزّيّ المغربيّ الجلجوليّ الشافعيّ القادريّ، الذي يعود أصله إلى الزّبير بن العوّام، عائلته عاشت في غزّة وهو مولود في جلجوليه، وانتقلت لاحقًا إلى الرملة وهناك توفّي ودُفن  سنة 1504م.وفي حياته أخذ على عاتقه ترميم مقام سيدنا علي في قرية الحرم سنة 1481.قال عنه الشيخ نجم الدّين محمّد بن محمّد الغزّيّ، في كتابه: الكواكب السّائرة بأعيان المئة العاشرة، ما يلي:(الشيخ الإمام العالمالعاملالخاشعالناسك،  وليّ الله العارف به، كان كثير القِرى للواردين عليه من الغرباء وغيرهم. وكانت تفد إليه الناس بالهدايا والنذور وللزيارة والتبرّك بأنفاسه ويزوره المظلومون ويستشفعون به فيشفع لهم وكانت شفاعته مقبولة، وكانت كلمته نافذة عند الملوك والأمراء فمَن دونهم، لا تُرٌدّ له شفاعة).وكان صاحب المقام شاعرًا مجيدًا، ومن أشعاره:يا حاضرًا في ضمير القلب ما غابالولاك  ما  لذّ  لي  عيش  ولا  طاباآثار  فعلك  كانت  أصل  معرفتيو يجعل   الله   للتّوفيق   أسبابا..أصيب المقام بقذيفة في الحرب العالميّة الأولى…. أمّا المقام الهام الآخَر فهو مقام شمس الدين وصاحبه أحد قادة صلاح الدّين الأيّوبي، وقد أقيم المقام على انقاض بناء من زمن الفرنجة. وما زال الضريح يغطّيه الأهل بالسّتائر ويزورونه.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*