(بمناسبة زيارة النبي سبلان في 10/9) .. سبلان -جبل وقرية ومقام – فوزي حنا

جبل مرتفع (814م )، محاط بانكسارات جيولوجيّة، لذا فهو (هورست)، له ظهر مستطيل باتجاه شرق غرب، طوله نحو كيلومتر، ترتفع قمّته الشرقيّة عمّا حولها، حيث المغارة والمقام.من هذه القمّة نشرف على منطقة واسعة من أعالي الجليل حتى الكرمل.أمّا حول التسمية فتعود إلى شخصيّة دينيّة، تعدّدت التفسيرات، فهنالك من يقول إنّه زڤولون احد ابناء يعقوب الإثني عشر، بينما يقول راي آخر إنّه رجل اسمه سابا عصي ربّه ثمّ تاب ولان حتّى قيل (سابا لان)، ويقول راي ثالث إنّه تحريف لاسم (سيبلا) الآرامي الذي يعني سنبلة، حُرّف إلى سبيلة ثمّ سبلان.مهما كان التفسير، تبقى النتيجة واحدة هي قدسيّة المقام وصاحبه.بني المقام فوق مغارة كان سبلان يأوي إليها ويتعبّد، وحول المقام بنيت قرية أخذت اسمه، وبقيت إلى أن هُجّرت كالمئات غيرها في عام النكبة 1948.ويروي احد مهجّري القرية من عائلة فاعور ان جدّ العائلة جاء من مصر، وأثناء مكوثه على هذه القمّة، ظهر له في المنام نبيّ ذو لباس ابيض، وأمره ببناء مقام فوق المغارة، ففعل وجعل للمقام زيارة سنويّة في الثامن عشر من أيلول، وخدمه ختى وافته المنيّة، وقام بالمهمّة من بعده ابنه ثمّ حفيده وهكذا، وكان آخرهم الشيخ حسن الفاعور الذي خدم المقام حتى التهجير في نهاية تشرين الأوّل من عام النكبة.كان عدد السّكّان 160 نسمة، وكانوا قد أوقفوا أراضيهم للمقام بعد ان فرضت السلطات العثمانيّة الضرائب في منتصف القرن التاسع عشر، وارض الوقف معفيّة من الضريبة.بعد التهجير تولّى أهالي حرفيش القريبة حماية وصيانة المقام المقدّس، فحسّنوه ووسّعوه، وجعلوا له زيارة سنويّة في العاشر من أيلول.قيل في الامثال :مثل عنزات سبلان، اي أنّها محميّة من الوحوش، إذ كانت عنزاته تخرج إلى المرعى ولا يصيبها سوء، لذا زار الرّعاة المقام ليبارك عنزاتهم، وإذا ما توقّفت عنزة امام المقام رافضةً الاستمرار في طريقها للمرعى، توقَف للمقام وهكذا يزيد قطيعه ويتبارك قطيع الرّاعي رغم خسارته عددًا.وكان الناس يحفظون أماناتهم داخل المغارة فتسلم من السّرقة، وبعد الحصاد وقفوا على البيدر متوجّهين نحو المقام قائلين (على جاه النبي سبلان)، فيسلم قمحهم.رُوِي عن النبي سبلان أن أعداءه الذين اتوا من الجنوب، لحقوا به قاصدين إيذاءه، وصل إلى الكهف في قمّة هذا الجبل، وصلّى لربّه ان يخلّصه من هؤلاء الاشرار، وكانوا على وشك الوصول إلى السفح الجنوبي للجبل، وهنا حصلت المعجزة بان السماء امطرت مطرًا غزيرًا احدث طوفانًا في الوادي بين هؤلاء القوم وبين الجبل، وهكذا نجا سبلان من شرّهم، فسمّي الوادي (وادي الحبيس)، وهو المجرى الأعلى لوادي القرن.في السفح الشمالي للجبل حرش من أشجار عتيقة ضخمة، قيل إن النبي سبلان اعتاد الجلوس هنا متعبّدًا، فاكتسبت قدسيّة ليمتنع الناس عن إيذائها، وعلّقوا عليها الستائر لاخذ بركتها، وهذه العادة اختفت او كادت تختفي. ويؤمن الناس أنّه لو احترق السفح فلن تحترق هذه الشجرات المباركات.زيارة المقام متاحة بشرط الالتزام بالهدوء والاحتشام. زيارة مقبولة !الوصول من قرية حرفيش.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*