عوجا الحفير – فوزي حنا

واحدة من مدن الانباط في شمال النقب، وهي آخرها من الغرب، وهذه المدن بالترتيب من الشرق إلى الغرب، كُرنُب، عبدة، رحيبه، حالوصه، سبيطه ثمّ عوجا الحفير.بداية الوجود النبطي (في هذا الموقع الذي وجدت فيه ادوات من العصر الحجري)، في القرن الثالث قبل الميلاد، لكنهم هجروه في القرن الاول قبل الميلاد، ليعودوا لاحقًا في القرن الميلادي الاوّل، وبنوا فيها قلعة كبيرة(85×35م) وهي عبارة عن ساحة واسعة تتوسّطها بئر وتحيطها غرف كثيرة.وفي زمن البيزنطيّين سمّيت نتانا وهو اسم قديم، واصبح معظم سكّانها من المسيحيّين، وفيها بنوا ثلاث كنائس لخدمة السكّان والحجّاج في طريقهم إلى جبل سيناء المقدّس.حول المدينة بنوا مدرّجات زراعيّة ومعاصر عنب ومطاحن حبوب.بقي المكان مسكونًا إلى ما بعد بداية العصر العربي الإسلامي، ربّما حتى نهاية العصر الأموي في منتصف القرن الثامن.بقي المكان مهجورًا او شبه مهجور حتى العصر العثماني حيث بنوا خانًا ومشفى لخدمة الطريق إلى سيناء، وفي بداية الحرب العالمية الاولى بنوا سكة حديد وبنوا هنا محطة قطار ما زالت معالمها موجودة.في عهد الانتداب سكنت الموقع عائلات من عرب العزازمه، اقاموا هنا حتى قيام دولة إسرائيل.في أيّار 1948 دخلها الجيش المصري، لكن إسرائيل لم تسلّم بهذا فحاصرتها واستولت عليها في كانون الأوّل من نفس السنة، وفي اتفاقية الهدنة اتُّفق على ان هذا المكان يجب ان يكون منزوع السلاح ولا يكون فيه موطئ قدم  لمصري او إسرائيلي، لكن إسرائيل ادخلت جيشها وسيطرت على المكان قبيل حرب السويس.جاء في كتاب عارف العارف عن بئر السبع وقبائلها:عوجا الحفير قرية صغيرة ليس فيها سوى مخفر للجنود مجهّز باللاسلكي ومطحنة يأتي إليها العربان المجاورون لطحن حبوبهم، وهي أملاك الصبحيّين – عزازمه – واقعة في منتهى سهل يقال له (القصوم) وعلى حافّة الوادي المعروف بوادي الحفير، ليس بينها وبين الحدّ المصري سوى جبل يقال له (أم طيران) وكان يدعى (أم حواويط).في عهد الانتداب استعمل المكان كمنفى للثوّار العرب، حيث بني مركز شرطة فيه 35 شرطيًّا معظمهم من العرب المحلّيّين.توالت التنقيبات الأثرية منذ 1871 و1909 و 1914 في زمن العثمانيّين ثمّ 1935 في زمن الانتداب حيث اكتشف الأثري هاريس كولت مخطوطات لا يقلّ عددها عن 200 توثّق الفترتين البيزنطيّة والعربيّة الإسلاميّة، وفي زمن دولة إسرائيل، سنة 1987 موسم تنقيبات جديد بإشراف دان أورمان، تقرّر فيما بعد ترميم الموقع ومحيطه كحديقة وطنيّة وتهيئته للزيارة.يستطيع الزائر اليوم الاطّلاع على بعض معالم المدينة والمزارع المرمّمة.تقع هذه الحديقة على شارع 211 المتفرّع من شارع غربًا باتّجاه الحدود المصريّة، جنوبي بير عسلوج.ولمن يستعمل التطبيقات (الحديقة الوطنيّة نيتسانا – גן לאומי ניצנה).

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*