سبت العازر واحد الشعانين – فوزي حنا

 (إضاءة على موقعين لهما علاقة بهذين اليومين.) احد الشعانين هو الاحد الذي يسبق احد القيامة، ويسبقه سبت العازر. سبت العازر يرمز لإقامة العازر من الموت بعد مكوثه في القبر اربعة ايّام، والعازر هو واختاه مرتا ومريم من اصدقاء السّيّد المسيح، وهم من سكّان قرية بيت عنيا التي  يعني اسمها الآرامي بيت البؤس والفقر، والتي تحوّلت لاحقًا إلى العيزريّة. ويروي الإنجيل المقدّس عن هذه القرية قصّتان، واحدة عندما كان السّيّد المسيح في بيت سمعان الابرص، جاءت امراة اسمها مريم وسكبت عليه قارورة عطر ثمين هو النّردين، فاعترض بعضه على هذا بقولهم إن ثمن هذا العطر يطعم فقراء كثيرين، امّا يسوع فقال لهم إنّها دهنته بالطّيب استعدادًا لتكفينه، وستذكرها الأجيال، والفقراء بينهم يستطيعون مساعدتهم كلّ حين.امّا حكاية العازر فتقول إنّه مات ولم يكن يسوع هناك، وحين علم جاء، بعد اربعة ايّام وامر بفتح القبر، ثمّ امر الراقد بان يقوم فقام.لهذه الذكرى اقيمت كنيسة في زمن البيزنطيّين ثم بنيت مكانها كنائس اخرى على مرّ الزمن، كانت الاخيرة في زمن الانتداب البريطاني مع المحافظة على آثار الكنائس البيزنطيّة والفرنجيّة، على واجهة الكنيسة الاخيرة التي صمّمها انطونيو برلوتسي فسيفساء للسيّد المسيح ومرتا ومريم، وفي الداخل إيقونات جميلة، لعلّ ابرزها تلك المركزيّة حيث يظهر دخول المسيح إلى أورشليم، كذلك كتابة باللغة اللاتينيّة من إنجيل يوحنّا: (ربّ لو كنت هاهنا لما مات أخي)  و (مَن آمن بي وإن مات فسيحيا وكلّ مَن يحيا مؤمنًا بي لا يموت ابدًا).حول الكنيسة وعلى مقربة منها آثار قديمة وبقايا معصرة وقبر العازر.بين الكنيسة والقبر بني مسجد دُعِي (جامع العزير).أمّا بيت فاجي القريبة  والتي يعني اسمها الآرامي بيت التين، فهي موقع بداية دخول السيّد المسيح إلى المدينة المقدّسة راكبًا جحشًا ابيض، والجماهير حوله تهتف (هوشعنا) اي خلّصنا، ولهذه الذكرى تقام اليوم مسيرة الشعانين من هنا إلى كنيسة القدّيسة حنّة داخل اسوار المدينة، حيث موقع مولد العذراء مريم كذلك برك بيت حسدا.لهذه الذكرى اقيمت كنيسة بيت فاجي الفرنسيسكانيّة سنة 1883 وفيها إيقونات جميلة لذكرى احداث حصلت حول هذا الموقع كإحياء العازر وإحضار الجحش ودخول أورشليم في المركز حيث الحنية الرئيسيّة، وفي داخل الكنيسة مسلّة حجريّة قديمة على وجوهها الاربعة رسوم دينيّة.وفي بيت فاجي ايضًا تلك النينة التي رآها السيّد المسيح دون ثمر، وكان جائعًا، فقال لها (لا يخرجنّ منك ثمر إلى الابد) -متّى 21.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*