همسات من القلب – عايدة داود

همسات من القلب

اشتاق للحديث معك كاشتياقي للنَّسيم العليل عند الفجر. حديثنا يمنحني عنفوانًا واملاً مشرقًا في خريف العمر.كم اتمنَّى ان تتعانق ايدينا ونلهو فرحين ونستظلُّ بظلال أشجار الزَّيتون الوارفة وأشعَّة الشَّمس تتلألأ متسلِّلة إلينا من بين الأغصان. بينما الفراشات تحلِّق حولنا احتفاءً بنا.كم أتوق لرؤية الرَّبيع في فلسطين وقد زهت الرُّبوع وازدانت الرُّبى. يا لك من صديقٍ رزينٍ وصادقٍ وصريحٍ. منظَّم ونشيط غيري مع الجميع وليس مع أهل بيتك فقط.نظيف روحيا وفكريا وجسديا ايضا. تتوق الرُّوح للتَّماهي بك..

أسمع صوتك في كلِّ حين

أسمعه ويُزهر الفرح

روحي تناجيك يا من سكنتها

خافقي ينشد لك الأمل

يرنو إليك بكلِّ وجلٍ

يشتاق لك يا رفيقي دون ملل

يا رفيقي أين أنت الآن؟ لا تغِب عنِّي.غيابك يعني العدم فأنت سلواي في هذه الدُّنيا الظَّالمة. لا أدري كيف يأتي ذلك الإشعاع الفكريِّ والرُّوحيِّ يقطع المسافات الفاصلة بين فلسطين، بلدي المحتلِّ، إليَّ في دمشق وتنعش الفؤاد بعد أن كاد يزول من الوجود. إنَّه سرٌّ إلهي من عند الله،كيف ظهر وأيُّ وحيٍ ملائكيٍّ بعثه إليَّ كي يجعل لحياتي معنىً وسعادة في خريف العمر.أشكرك يا إلهي على هديَّتك الثَّمينة ولم تنسني في هذه الغربة. ليته يسمعني ويأتي. مؤكَّد كان سيأتي لو أنَّه أدرك سرَّ ولغز ارتباطي به ،لأنَّه كريم وإنسان مجبول بالعطاء، هكذا عرفته..

حيفا – دمشق

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*