Blog Detail

إقرث
بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لاحتلال القرية في الحادي والثلاثين من تشرين الأول .
معلومات أولية عن القرية:
تقع على تل أثري كان مأهولًا، كما يبدو، منذ الفترة الكنعانيّة، وقد يكون اسمها الأول من اسم إله صور ( ميلكارت ) ، وقد ذكرتها المصادر الفرعونية بأنها من البلدات التي احتلها توحتموس الثالث سنة 1468ق.م. أما الرومان فقد أطلقوا عليها اسم ( بوكرت ) في حين سماها الفرنجة ( أكريف).

أما الكنيسة التي تعلو التل فقد بنيت سنة 1875 في موقع كنيسة أقدم.
وقد أهملت هذه الكنيسة بين العامين 1948 حتى 1972حيث استعملت كحظيرة للبقر، وفي العام 1972 وبعد نضال عنيد تم تنظيفها وترميمها واستعمالها.
تقع القرية على مرتفع يطل على منطقة واسعة من كل الجهات، فمن قرب الكنيسة نستطيع رؤية الكرمل والبحر وكل الجليل الغربي وكالة الجرمق وبعض قرى جنوب لبنان.
أما عن تاريخ القرية الحديث منذ احتلالها فتلخيصه أن القوات الإسرائيلية احتلتها في نهاية تشرين الأول وكتب قائدها كتاب خضوع للجيش ينص على أن على السكان الامتثال لأوامر الجيش، وقع عليه مندوبو الطرفين، وبعد خمسة أيام جاءت الأوامر بأن على السكان الانتقال إلى الرامة لمدة أسبوعين فقط، ريثما يستقر الوضع، ودليل على ( صدقهم وحسن نيتهم ) سمحوا لنحو خمسين
رجلًا بالبقاء لحراسة البلد ومنهم الخوري، لكن هؤلاء ألحقوا بذويهم فيما بعد.
لم تتوقف المطالبة التي قوبلت بالمماطلة ، الأمر الذي جعل الأهالي التوجه للمحكمة العليا التي أصدرت أمره لوزير الدفاع لتبرير المماطلة، فما كان منه إلا إصدار أوامر إخلاء لهم بعد أكثر من ثلاث سنوات من إخلائهم، توجه الأهل للمحكمة مرة أخرى وهي بدورها أقرّت أن أوامر الإخلاء إثبات أن المبعدين يُعتبَرون سكانًا في بلدهم، فما كان رد الحكومة إلا نسف بيوت القرية عدا كنيستها ليلة الميلاد من العام 1951.
لم يتوقف النضال لكنه بلغ القمة في العام 1972 عندما أعلن وزير الدفاع إلغاء المناطق العسكرية داخل الخط الأخضر، فتكلّل النضال بترميم الكنيسة والمقبرة وإعادة استعمالهما، حيث تقام القداديس في الكنيسة مرة في الشهر، إضافة لصلوات الأعياد.
من يزر القرية اليوم يرَ في الطريق إلى الكنيسة بعض النواويس الحجرية من الفترة الرومانية.
وإلى الشرق من المقبرة منطقة واسعة تسمى البيادر وجنوبها توجد بقايا معصرة زيتون ما زال مكبسها الحديدي واقفًا يتحدى الاقتلاع.