ألحصن / هيبوس / سوسيتا بقلم فوزي حنا

 

طريق الوصول : من شارع 92 بمحاذاة الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا
بين إشارتي الكيلومتر 11 و 12 مقابل مدخل كيبوتس عين غيف ، شارع يتفرّع شرقاً ، ندخله وبعد نحو 4 كيلومترات يوجد انحناء شديد يميناً وعلى اليسار متّسع لإيقاف السيارة ، هنا يبدأ مسارنا على الأقدام باتجاه الشمال ثم الغرب !
* ماذا في المكان :
بدخولنا إلى المدينة من جهة الشرق ، أول ما يلفت نظرنا قناة الماء التي كانت توصل ما تحتاجه المدينة من ماء عين (عوينيش )البعيدة والموجودة شمالها على بعد هوائي يساوي 4 كيلومترات .القناة طولها 25 كيلومتراً بسبب ظروف المكان الطوبوغرافية ، ثم البوّابة التي تشكل المدخل الشرقي حيث يبدأ شارع ( الديكومانوس ) الذي يمتد على طول المدينة حتى بوّابتها الغربيّة ، وتتفرّع منه شوارع إلى اليمين واليسار ، كما نرى عدداً من الكنائس البيزنطيّة ذات الأعمدة الغرانيتيّة والتيجان الكورنتيّة ( أي المنقوشة بأشكال ورق نبات الأكانتوس) ، وفي ساحة الكنيسة الجنوبيّة بئر ماء وإلى الغرب منها نافورة كانت تسمّى ( نمفيون ) حيث كانت تقام احتفالات لتمجيد النيمفات الجميلات ( أنصاف إلهات ) !
وبمحاذاة السور الجنوبي قرب الكنيسة مجمّع صناعيّ فيه عدد من معاصر الزيت والنبيذ ، وليس بعيداً عن النمفيون يوجد ( الفوروم ) أي مركز المدينة حيث يلتقي الشارعان الرئيسيان ( الكاردو) و ( الديكومانوس) وإلى جانبه من جهة الشمال مبنى ضخم يظهر أنه معبد يوناني !
وبوصولنا إلى الطرف الغربي ينكشف أمامنا منظر البحيرة الأخّاذ من علو 345 متراً ،والبساتين المحاذية لها من جهة الشرق والمدينة الرابضة على شاطئها الغربي والجبال المحيطة !
——-شيء من التاريخ :
================
بداية المدينة في العهد الهليني ( اليوناني ) من القرن الثالث قبل الميلاد كمكان استراتيجي ثمّ بنوا معبداًفي القرن الثاني قبل الميلاد أسموه (تيمينوس )، ثم احتلها الرومان سنة 63 ق. م. وجعلوها واحدة من اتحاد المدن العشر ( ديكابوليس) والمدن الأخرى هي : دمشق ، فيلادلفيا (عمان) ، جدارا(أم قيس ) ، فيلا (فحل )، جراسا (جرش) ، قناه، ديون ، آبيلا وسكيثوبوليس (بيسان) !
عندما تسلمها (هوردوس ) من أوغسطوس قيصر جعل لها حامية من الفرسان وقُطّاع الطّرق وأقام معبداً !
في الفترة البيزنطيّة سكنها أتباع ديانات مختلفة لكن الطابع المسيحي كان الغالب حيث أقيمت خمس كنائس , في سنة 635 دخلها جيش المسلمين بقيادة( شرحبيل بن حسنه ) وأعطى الحماية للمسيحيين الذين بقوا على دينهم ، وفي هذا العهد تغيّر اسمها إلى ( ألحصن ) !
في العام 749 م وضع زلزال عنيف حدّاً لهذه المدينة التي دُمِّرت كلّيّاً ، ولم تُبْنَ من جديد .
وفي العام 1948 م احتلتها القوات الإسرائيلية وظلت موقعاً عسكريّاً متقدّماً حتى حزيران 1967 م , وقد بنت إسرائيل جهاز كوابل لنقل الإمدادات إلى هذا الموقع, وما زالت بقايا هذا المشروع ظاهرة للعيان عند المنحدر الغربي !

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*