المقاومة الشعبية لحملة نابليون على مصر( الحلقة الثانية ) – ثورة القاهرة الأولى

مقالات تاريخية

عندما هاجم نابليون القاهرة، أقام أهل القاهرة المتاريس من بولاق إلى شبرا ولَم يبق فيها غير النساء والأطفال ، لكن القيادة المملوكية لم تصمد أمام الفرنسيين ورغم استبسال الشعب في الدفاع سقطت القاهرة .
بعد وصول الأنباء عن تدمير الأسطول الفرنسي في أبي قير من قبل الأسطول البريطاني بقيادة نيلسون، اشتدت عزائم أهل القاهرة وفِي ٢١ تشرين الأول عام ١٧٩٨ اندلعت ثورة القاهرة الأولى، ويقول نقولا الترك في كتابه” ذكر تملّك جمهور الفرنساوية السار المصرية والأقطار الشامية”(باريس ١٨٢٩)، أنّ عالماً علماء الأزهر خرج قبل الثورة بيوم ينادي في شوارع القاهرة بأن يتجمع الناس في الأزهر للحرب. وقُدِّرت عدد الذين اجتمعوا في الأزهر في ٢١ تشرين الأول حوالي خمسة عشر ألف ثائر. أقام الثوار الحواجز في الطرق المؤدية إلى الأزهر واتخذوا الاستعدادات اللازمة لصد القوات الفرنسية.
حضر إلى القاهرة خمسة عشر الف فلّاح منالقرى المجاورة وبضعة آلاف من البدو لمساعدة أهل القاهرة، لكنّ القوات الفرنسية طاردت هذه القوات قبل وصولها إلى القاهرة. ونصب الفرنسيون المدفعية على التلال المحيطة بالقاهرة وبدأوا بقصف المدينة قصفاً عنيفاً، رغم ذلك استطاع الثوار التغلب على الفرنسيين في بعض أحياء القاهرة. لذلك قررت القيادة الفرنسية قذف الأزهر بالمدفعية بنيران مكثفة ومهاجمةالأزهر تحت حماية المدافع، وهكذا استولى الفرنسيون على الأحياء تدريجياً إلى أن وصلوا الأزهر فدخلوه وهم رامبو خيولهم وربطوها بثباته وعاثوا فساداً ودماراً ونهباً وكان ذلك في ٢٢تشرين الأول ١٧٩٨ وكانت خسائر المصريين ألفي شهيد أما الفرنسيون فقد خسروا مائتي قتيل.
بعد فشل الثورة قام نابليون بأعمال إنتقامية ضد سكان القاهرة، فقد أعدم لجنة الثورة وتكونت من ثمانين ثائر كذلك أُعدم غيرهم كثيرون. وقام الجنود بتفتيش الناس ونهبهم، وأرسل قوات فرنسية انتقمت من القرى المجاورة والبدو الذين حاولوا مساعدة أهل القاهرة.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*