مقالات تاريخية مسؤولية عبد الناصر عن النكسة كما يراها محمد حسنين هيكل. – بقلم اسكندر عمل

جمال عبدالناصر مسؤول ولا أحد يعفيه من مسؤوليته، بل ولَم يقبل هو بديلاً عن الاعتراف بها كاملة، ولَم يتمسح بشيئ ولا توارى خلف أحد.
وعندما يجيئ وقت الحكم التاريخي عليه في مسألة الهزيمة، فلا بدّ أن توضع في الاعتبار عوامل كثيرة:
١. ظروف الأزمة وتداعيها، وهل كان بوسعه أن يتقاعس عن نجدة سوريا؟
٢. قيادته للحركة السياسية في الأزمة، والطريقة التي حاول بها تفادي الإنفجار.
٣. تمثيله للإرادة العربية في الصمود بعد الهزيمة، وهذا في حدّ. ذاته من أمجد مواقفه، فالهزيمة الحقيقية هي هزيمة الإرادة، وليست الهزيمة التراجع عن أرض… خصوصاً وأن الصراع طويل ومستمر.
٤. نجاحه في إعادة بناء القوات المسلحة في طرف ستة أشهر من الهزيمة.
٥. عودته إلى ميدان القتال طبقاً لسياسة الدفاع والردع والتحرير، وقد بلغت عودته إلى ميدان القتال قمتها في حرب الإستنزاف التي هي الجولة الرابعة في الحرب العربية -الاسرائيلية.
٦. استعداده وتخطيطه لمعركة التحرير
٧. ثمّ إنّ الهزيمة بكل مسؤوليتها يجب أن توضع في إطارها من كفاحه كله، فلم تكن معركة ٥ يونيو هي معركته الوحيدة وإنّما كانت واحدة من معاركه ، نجح في بعضها ولَم ينجح في البعض الآخر.

وبعد مئات السنين، وحينما يكتب التاريخ بشرف وأمانة ، وبغير أحقاد وعُقد، فإنّ التاريخ سوف ينصف. عبد الناصر حتى في هزيمة ١٩٦٧…أبسط ما سوف يُقال عنه:
أنّه كان رجلاً…..تحمّل مسؤوليته بشجاعة وتقبّل الحساب عنها بكبرياء، ومثّل كرامة وإرادة أمّة بأسرها في يوم من أحلك أيامها.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*