مقام رابعة العدويّة – فوزي حنا

 

في قمة جبل الزيتون شرقي مدينة القدس، وعلى مقربة من كنيسة الصّعود، وقرب الزّاوية الأسعديّة التي بناها  الشيخ أسعد أفندي بن حسن التبريزي قاضي قضاة اسطنبول في القرن السابع عشر وأوقفها للشيخ محمد بن عمر العلمي من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب، وتحت الزاوية والبيت قبو فيه ضريح، يُنسب لرابعة العدويّة التي عاشت في القرن الميلادي الحادي عشر، وحكايتها مثيرة، إذ تيتّمت وهي في العاشرة فتشرّدت وإخوتها وكان نصيبها أن استعبدها أحدهم وباعها لسيّد أساء معاملتها، فلجأت إلى ربّها ونذرت نفسها للعبادة، ليصير الله معشوقها الذي كرّست له كل وقتها بالصلوات والشّعر.
كان مولدها ووفاتها في مدينة البصرة ولها ضريح هناك .
 وعن الضريح في القدس تختلف الروايات، حتى الإسلامية منها، فالرّحّالة ابن بطوطة يقول إنه ضريح رابعة أخرى هي رابعة البدويّة، في حين يقول الشيخ الهروي إنه ضريح رابهة الشّاميّة.
 وقبل أن ننتقل إلى الروايتين المسيحية واليهوديّة، نذكر بيتين من  العدويّة:
راحتي يا إخوتي في خلوتي
وحبيبي دائمًا  في  حضرتي
لم  أجد  في  هواه  عوضًا
وهواه  في البرايا  محنتي.
 أما الرواية اليهودية فتنسب هذه المغارة لنبيّة توراتيّة عاشت في القرن السابع قبل الميلاد واسمها خولدا، وعلى موقع قبرها أيضًا يوجد خلاف، فهناك رأي يقول إنه جنوب الأقصى،  لهذا أطلقوا على الأبواب الجنوبية المغلقة أبواب خولدا.
أما المسيحيون فينسبون المقام لقدّيسة جميلة اسمها پلچيا، وُلدت في أنطاكيه في القرن الميلادي الخامس، جاءت إلى جبل الزيتون بعد أن تابت وتركت عالَم الخطيئة وقرّرت تكريس حياتها للتنسّك والحياة مع ربّها فقط، ولخوفًا من الاعتداء عليها لبست ادّعت أنها رجُل ولبست لباس الرجال، ولم يُكتَشَف أمرها إلا يوم وفاتها.
 أما المشترك بين النساء الثلاث فهو التوبة الصادقة والتنسّك التام للتكفير عن الخطايا.
في المغارة بقايا بناء أيوبي ثم القبو العثماني، وهناك محراب في الجدار القبلي على يمين الداخل من الباب، كما يوجد ضريح حجري قديم عليه نقش يوناني: ….. ليس الإنسان خالدًا .

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*