نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل

الشّاعر محمود درويش وصف من خلال قصائده العديدة الّتي كتبها في ظلّ الحكم العسكريّ والإقامة الإجباريّة المتواصلة. وصف وسائل القهر الّتي استعملها الحكم العسكري ضدّ الجماهير العربيّة، كانت معاناة هذه الجماهير قاسية، اعتقال ،نفي وتعذيب. لكنّ الشّاعر رغم القهر يؤكّد من خلال إيمانه بحتميّة التّاريخ أنّ هذا الظّلم سيزول أمام إصرار وكفاح الشّعب. وفعلاً استطاعت الجماهير العربيّة بنضالها أن تجبر الحكومة على إلغاء الحكم العسكريّ. أختار هنا مقطع من قصيدة ” عن إنسان” لمحمود درويش وكان قد كتبها في ظلّ الحكم العسكريّ المقيت يقول فيها:

يا دامي العينين والكفّين !

إنّ الّليل زائل

لا غرفة التّحقيق باقية

ولا زرد السّلاسل

نيرون مات ولم تمت روما

بعينيها تقاتل!

وحبوب سنبلة تجفّ

ستملأ الوادي سنابل. يصوّر محمود درويش شراسة الحاكم فيصفه بدامي العينين، أي أنّ الشّرر يطير من عينيه، وكفّاه ملطّختان بدماء الأبرياء، لكنّه يخاطبه قائلاً إنّ ليل ظلمك قهرك سيزول، غرفة الاعتقال والتّحقيق والتّنكيل ستزول، وزرد السّلاسل والقيود سيسقط، ويحاول إقناعه بعبرة من التّاريخ،نيرون الّذي أحرق روما عن بكرة أبيها، اعتقاداً منه أنّه يستطيع إبادتها، لكنّها بقيت وستبقى أمّا هو فزال. كذلك أنت أيّها الحاكم الظّالم، فكما ناضلت روما بعد أن فقدت كلّ شيء، سنقاتل نحن ونناضل حتّى لو بقيت منا بقيّة صغيرة جافّة كالسنبلة الوحيدة، فإنّنا سنتكاثروسنملأ الدّنيا، ولو تبقّى منّا مناضل واحد سيجنّد آلاف المناضلين  وسنبقى نناضل إلىأن يزول قيدك وينكسر.

Post Tags:

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*
*